لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 317 - الجزء 6

  لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش ... لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش

  والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض.

  واعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ عُشًّا؛ قال يصف ناقة:

  يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ ... لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،

  بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ

  قال: البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد.

  وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ.

  وفي التهذيب: العُشُّ للغراب وغيره على الشجر إِذا كَثُف وضخُم.

  وفي المثل في خطبة الحجاج: ليس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِي؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه، وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني والعِلَلَ في ذَوِيك.

  وفي حديث أُمّ زرع: ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، وقيل: أَرادت لا تملأَ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُشُّ طائر، ويروى بالغين المعجمة.

  والعَشّةُ من الشجر: الدقيقةُ القُضْبان، وقيل: هي المفْترِقةُ الأَغصان التي لا تُواري ما وراءها.

  والعَشّةُ أَيضاً من النخل: الصغيرةُ الرأْسِ القليلة السعف، والجمع عِشاشٌ.

  وقد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها ودقّ أَسفلُها، ويقال لها العَشَّة، وقيل: شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِيمةُ المَنْبِت؛ قال جرير:

  فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش ... بعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي

  وقيل لرجل: ما فعل نخل بني فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه، والاسم العَشَشُ.

  والعَشّةُ: الأَرض القليلة الشجر، وقيل: الأَرض الغليظة.

  وأَعْشَشْنا: وقعْنا في أَرض عَشَّة، وقيل: أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك.

  ورجل عَشٌّ: دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ، وقيل: هو دقيقُ عظام الذراعين والساقين، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قال:

  لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ ... ولا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ

  وقيل: العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، وكذلك الرجلُ.

  وأَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال: هي القليلةُ اللحم.

  وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، ورجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا ... لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا

  بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا ... وقد أَراها وشَواها الحُمْشا

  ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا ... كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا

  الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ، وفرس عَشُّ القوائم: دقيقٌ.

  وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل، وأَعَشّه اللَّه.

  والعَشُّ: الجمع والكسب.

  وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة:

  حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ

  وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً؛ وأَنشد: