[فصل النون]
  تُدارُ من إِناء إِلى إِناء.
  وقوله: تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلاً قليلاً.
  وتُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري: وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، وأَنشد البيت، ووجْه الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى وبناتُ عُرْس، والواحدُ منها ابنُ عُرْس وابن مِقْرَض(١)، يؤنثون جمْعَ ما خلا الآدميّين؛ وأَما قول الشاعر:
  تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَين ... تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا
  فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ أَبْرَصَّ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكيف كَسَّر فَعْلَا على فَواعِلَ وليس من بابه؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً، والمَصْدرُ إِذا كان فَعْلَا فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، وذلك لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما موقبعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، وكقوله سبحانه: قل أَرأَيْتُم إِن أَصبَحَ ماؤكم غَوْراً.
  ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه من هَلَكةٍ.
  ونَعَشَه اللَّه وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال رؤبة:
  أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ
  ويقال: أَقْعَثَني وقد انْتَعَشَ هو.
  وقال ابن السكيت: نَعَشَه اللَّه أَي رَفَعَه، ولا يقال أَنْعَشه وهو من كلام العامَّة، وفي الصحاح: لا يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة:
  لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه ... داغٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم
  وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه.
  ونَعَّشْتُ له: قلت: له نَعَشَك اللَّه؛ قال رؤبة:
  وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... له، وعالَيْنا بتَنْعِيشِ لَعَا
  وقال شمر: النَّعْشُ البقاءُ والارتفاع.
  يقال: نَعَشَه اللَّه أَي رَفَعَه اللَّه وجَبَره.
  قال: والنَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير.
  والنَّعْشُ: الرفْعُ.
  ونَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو رَفَعْته بعد عَثْرة.
  قال: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه.
  وفي حديث عمر، ¥: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّه؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ ومنه قولهم: تَعِسَ فلا انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع وهو دُعاء عليه.
  وقالت عائشة في صِفَة أَبيها، ®: فانْتاشَ الدِّينَ بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، ويروى: فانْتاشَ الدِّينَ فَنَعَشَه، بالفاء على أَنه فِعْل وفي حديث جابر: فانْطَلَقْنا به نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه.
  ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت مائلةً فأَقَمْتها.
  والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛ قال النابغة:
  وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه ... وسَيفٌ، أُعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ
  نغش: النَغْشُ والانْتِغاشُ والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشيء في مكانه.
  تقول: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ وأَنشد الليث لبعضهم في صفة القُراد:
  إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ ... حُشاشَتُها، في غير لَحْم ولا دَم
(١) قوله [والواحد منها ابن عرس وابن مقرض] هكذا في الأَصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.