لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 357 - الجزء 6

  وفي الحديث أَنه قال: مَنْ يَاتِيني بخبَرِ سعْدِ بن الربيع؟ قال محمدُ بن سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فلم يُجِبْ، فقُلْت: إِن رسول اللَّه، ، أَرْسَلَني إِليك، فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطيرُ أَي تحرَّك حركة ضعيفة.

  وانْتَغَشَت الدارُ بأَهلها والرأْسُ بالقَمْل وتَنَغَّشَ: ماجَ.

  والتَّنَغُّشُ: دخولُ الشيء بعضه في بعض كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه.

  أَبو سعيد: سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً.

  ونَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أَن كان غُشِي عليه، وانْتَغَشَ الدُّودُ.

  ابن الأَعرابي: النُّغَاشِيّون هم القِصارُ.

  في الحديث: أَنه رأَى نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالى.

  والنُّغَاشُ: القَصِيرُ.

  وورد في الحديث: أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال: أَسْأَلُ اللَّه العافيةَ، وفي رواية أُخرى: مرّ برجل نُغاشِيٍّ؛ النُّغَاشُ والنُّغاشِيُّ: القصيرُ أَقْصَر ما يكون، الضعيف الحركة الناقص الخَلْق.

  ونغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعيرُ في غَدِير ونحوه، واللَّه ø أَعلم.

  نفش: النَفَشُ: الصُّوفُ.

  والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ بعضه عن بعض، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه.

  وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلَّا ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ والغَزْل والنَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عن كَسْبِ الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ، ولذلك جاء في رواية: حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو.

  ونَفَشَ الصوفَ وغيره يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتى يتجوَّف، وقد انْتَفَش.

  وأَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة على الوجه.

  وفي حديث ابن عباس: وإِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ وهو من التفريق.

  وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك.

  وكلُّ شيء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ.

  وانْتَفَشَت الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري.

  والنَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق.

  ابن السكيت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، وقد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها في الليل فتَرْعَى، بِلا راعٍ.

  وهي إِبل نُفّاشٌ.

  ويقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، والاسمُ النفَشُ، ولا يكون النَّفَشُ إِلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً.

  ويقال: باتت غنمُه نَفَشاً، وهو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها.

  وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو: الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً أَي راعياً بالليل.

  ويقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت ليلاً بلا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً.

  ونَفَشَت الإِبلَ والغنم تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً: انتشرت ليلاً فرعت، ولا يكون ذلك بالنهار، وخص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع.

  وفي التنزيل: إِذْ نَفَشَت فيه غنَمُ القومِ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفِّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ.

  وأَنْفَشَها راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلاً ترعى ونامَ عنها، وأَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها ترعى بلا