[فصل النون]
  في الأَرض؛ وروى المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده:
  يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ ... إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ،
  ونَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ
  قال: نَمَشُوا خَلَطُوا.
  وثورٌ نَمِشُ القوائِم: في قوائمه خطوطُ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وكذلك هَمَشُوا.
  وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء.
  ويقال في الكذب: نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ.
  وبعير نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة.
  ونَمَشَ الكلامَ: كذَب فيه وزوّرَه؛ قال الراجز:
  قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: ... هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ؟
  استعمل النَّمْشَ في الكَذِب والتَّزْوير؛ ومثله قول رؤبة:
  عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُيشِ ... إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي
  يعني بالترقيش التزيينَ والتزويرَ.
  ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها وترك.
  والنَّمْشُ: الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وقد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، وأَنمَشَ.
  ورجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال:
  وما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ ... ولا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل
  جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال: وما كنت بذي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير:
  بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى ... ولا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا
  نهش: نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه فيؤثر فيه ولا يَجْرحه، وكذلك نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كالفعل.
  الليث: النَّهْشُ دون النَّهْسِ، وهو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، والنَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْفُه.
  قال أَبو العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس.
  ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ وقال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب:
  يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي
  يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قال: والنَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ وقال رؤبة:
  كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ ... مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ
  قال: المَنْهُوشُ الهَزيلُ.
  ويقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، وقد نُهِشَ نَهْشاً.
  وسُئِل ابنُ الأَعرابي عن قول عليّ، #: كان النبيُّ، ﷺ، مَنْهوشَ القَدَمَين فقال كان مُعَرَّقَ القدمين.
  ورجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول.
  وفي الحديث: وانْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي هُزِلَت.
  والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وهو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكميت:
  وغادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو ... قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا
  يروى بالشين والسين جميعاً.
  ونَهْشُ السبعٍ: تَناوُله الطائفةَ من الدابّة.
  ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه.
  والمَنْهوشُ من الرجال: القليلُ اللحم وإِن سَمِنَ، وقيل: هو القليلُ اللحم الخفيفُ، وكذلك النَّهْشُ والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذين.
  وفلان نَهْشُ اليدين أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليلُ