لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 360 - الجزء 6

  في الأَرض؛ وروى المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده:

  يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ ... إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ،

  ونَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ

  قال: نَمَشُوا خَلَطُوا.

  وثورٌ نَمِشُ القوائِم: في قوائمه خطوطُ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وكذلك هَمَشُوا.

  وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء.

  ويقال في الكذب: نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ.

  وبعير نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة.

  ونَمَشَ الكلامَ: كذَب فيه وزوّرَه؛ قال الراجز:

  قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: ... هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ؟

  استعمل النَّمْشَ في الكَذِب والتَّزْوير؛ ومثله قول رؤبة:

  عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُيشِ ... إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي

  يعني بالترقيش التزيينَ والتزويرَ.

  ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها وترك.

  والنَّمْشُ: الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وقد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، وأَنمَشَ.

  ورجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال:

  وما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ ... ولا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل

  جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال: وما كنت بذي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير:

  بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى ... ولا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا

  نهش: نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه فيؤثر فيه ولا يَجْرحه، وكذلك نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كالفعل.

  الليث: النَّهْشُ دون النَّهْسِ، وهو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، والنَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْفُه.

  قال أَبو العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس.

  ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ وقال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب:

  يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي

  يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قال: والنَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ وقال رؤبة:

  كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ ... مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ

  قال: المَنْهُوشُ الهَزيلُ.

  ويقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، وقد نُهِشَ نَهْشاً.

  وسُئِل ابنُ الأَعرابي عن قول عليّ، #: كان النبيُّ، ، مَنْهوشَ القَدَمَين فقال كان مُعَرَّقَ القدمين.

  ورجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول.

  وفي الحديث: وانْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي هُزِلَت.

  والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وهو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكميت:

  وغادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو ... قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا

  يروى بالشين والسين جميعاً.

  ونَهْشُ السبعٍ: تَناوُله الطائفةَ من الدابّة.

  ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه.

  والمَنْهوشُ من الرجال: القليلُ اللحم وإِن سَمِنَ، وقيل: هو القليلُ اللحم الخفيفُ، وكذلك النَّهْشُ والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذين.

  وفلان نَهْشُ اليدين أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليلُ