لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 368 - الجزء 6

  وتش: وَتَشُ الكلامِ: رَديئُه، قال: كذلك وجدته في كتاب ابن الأَعرابي بخط أَبي موسى الحامض، والمعروفُ وَبْشُ.

  الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب: يقال للحارِضِ من القوم الضعيفِ وتَشَةٌ وأُتَيْشةٌ وهِنَّمَةٌ صوْكة وصوّكة⁣(⁣١).

  والوَتْشُ: القليلُ من كل شيء مثل الوَتْحِ.

  وإِنه لمن وَتْشِهم أَي من رُذالهم.

  وحش: الوَحْش: كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ.

  ويقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ وحْشِيٌّ.

  ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ وَحْش، والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم:

  أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُه ... قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُه

  وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ.

  وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛ وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ.

  قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ.

  والوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة.

  يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ.

  وأَرض مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ.

  واسْتَوْحَشَ منه: لم يَأْنَسْ به فكان كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

  ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ ... تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف⁣(⁣٢)

  قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ.

  وفي حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية: فطارَ مع الوَحْشِ.

  ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ.

  وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عنه الناسُ.

  ويقال للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد:

  لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ ... يَلُوح كأَنه خِلَلُ

  وهذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري: البيت لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ: وجَدَه وحْشاً خالياً.

  وتوَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي لعبّاس بن مِرْداس:

  لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا ... وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

  ويروى:

  وأَقْفَر إِلَّا رَحْرَحانَ فراكِسا

  ورَحْرَحانُ وراكِس: موضعان.

  وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ.

  وقومٌ وَحاشَى: وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس.

  والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ.

  وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

  وفي حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه، ، في الأَرضِ


(١) قوله [وصوكة] هكذا في الأَصل بدون نقط.

(٢) قوله [ولقد عدوت] في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.