لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 371 - الجزء 6

  والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

  وخش: الوَخْشُ: رذالةُ الناس وصغارهم وغيرهم، يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد.

  ويقال: ذلك من وَخْشِ الناس أَي من رُذالِهم.

  وجاءني أَوْخاشٌ من الناس اي سُقاطُهم؛ ورجل وَخْشٌ وامرأَة وَخْش وقَوم وَخْش، وربما جُمِع أَوْخاشاً، وربما أُدخِل فيه النون؛ وأَنشد لدَهْلَبِ ابن قريع:

  جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ ... كأَن مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ

  قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ

  أَراد الوَخْشَ فزاد فيه نوناً ثقيلة.

  وفي التهذيب: النون صلة الروي، قال ابن سيده: وربما جاء مؤنثه بالهاء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وقد لَفَّفَا خَشْناءَ، لَيستْ بِوَخْشةٍ ... تُوارِي سَماءَ البيتِ مُشرفة القُتْر

  يعني بالخَشْناء جُلَّة التمر، وجمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ.

  ووخُشَ الشيءُ، بالضم، وَخاشَةً ووُخُوشةً ووُخوشاً: رَذُلَ وصار رَدِيئاً؛ قال الكميت:

  تَلْقَى الندَى ومَخْلَداً حَلِيفين ... ليسا من الوَكْسِ ولا بوخْشَين

  وفي حديث ابن عباس: وإِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ في الكَعْبة قد وَخُشَ وفي رواية: إنّ رَأْسِه مُعلَّق بقَرْنيه في الكعبة، وَخُشَ أَي يَبِس وتَضاءَل.

  وأَوْخَشَ القومُ أَي رَدُّوا السِّهام في الرِّبابةِ مرةً بعد أُخرى كأَنهم صاروا إِلى الوَخاشةِ والرَّذالةِ؛ وأَنشد أَبو عبيد في الإِيخاشِ ليزيدَ بن الطَثَرِيّة وهي أُمه واسم أَبيه سلمة:

  أَرَى سبعةً يَسْعَوْنَ للوَصْل، كلَّهم ... له عند رَيّا دِينةٌ يَسْتَدِينُها

  وأَلقَيتُ سَهمي وَسْطهم حين أَوخَشوا ... فما صارَ لي في القَسْمِ إِلا ثَمِينُها

  قال: أَوْخَشُوا خَلطُوا.

  وقوله فما صارَ لي في القَسْم إِلا ثمِينُها أَي كنتُ ثامنَ ثمانية ممن يَسْتَدِينها؛ وقال النابغة:

  أَبَوْا أَن يُقِيمُوا للرماح، ووَخَّشَتْ ... شَغارِ، وأَعْطَوْا مُنيةً كلَّ ذي ذَحْل

  قال شمر: وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَيديها وأَطاعت.

  ودش: ابن الأَعرابي: الوَدْشُ الفساد.

  ورش: الوارِشُ: الدافِعُ.

  والوارِشُ: الطُّفَيْلِيُّ، المُتَشَهّي للطعام.

  ويقال للذي يَدْخُل على قوم يَطْعَمُون ولم يُدْع ليُصِيبَ من طعامِهم: وارِشٌ، وللذي يَدْخُل عليهم وهم شَرْبٌ: واغِلٌ: وقيل: الوارِشُ الداخلُ على الشَّرْب كالواغِلِ، وقيل: الوارِشُ في الطعام خاصة، والواغِلُ في الشَّراب، والدافعُ في أَيّ شيء وقع في شَراب أَو طعام أَو غيره، وقيل: الوارِشُ في كل شيء أَيضاً.

  وورَشَ وَرْشاً ووُرُوشاً، وهو من الشهوة إِلى الطعام لا يُكْرِمُ نفسه.

  أَبو عمرو: الوارِشُ النشيطُ، وقد وَرِشَ وَرْشاً؛ وأَنشد:

  يَتْبَعْنَ زَيّافاً إِذا زِفْنَ نَجَا ... باتَ يُبارِي وَرِشاتٍ كالقَطا

  إِذا اشتَكَينَ بُعْدَ مَمْشاه اجْتَزَى ... مِنْهُنّ، فاسْتَوْفى برَحْبٍ أَو عَدَا

  أَي زاد.

  اجْتزى منهن: من الجزاء.

  قال: ورجل وارِشٌ نشِيط.

  والتَّوْرِيشُ: التَّحْريشُ، يقال: ورَّشْت بين القوم