لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 15 - الجزء 7

  الشيءَ أَي قاسَمْته فحَصّني منه كذا وكذا يَحُصُّني إِذا صار ذلك حِصّتي.

  وأَحَصّ القومَ: أَعطاهم حِصَصَهم.

  وأَحَصّه المَكانَ: أَنْزلَه؛ ومنه قول بعض الخطباء: وتُحِصُّ من نَظَرِه بَسْطة حال الكَفالة والكفايةِ أَي تُنْزِل؛ وفي شعر أَبي طالب:

  بِميزانِ قِسْط لا يَحُصُّ شَعِيرةً

  أَي لا يَنْقُص شعيرةً.

  والحُصُّ: الوَرْسُ؛ وجمعه أَحْصاصٌ وحُصوصٌ، وهو يُصْبَغ به؛ قال عمرو بن كلثوم:

  مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها ... إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا

  قال الأَزهري: الحُصُّ بمعنى الوَرْسِ معروف صحيح، ويقال هو الزَّعْفران، قال: وقال بعضهم الحُصُّ اللُّؤْلُؤ، قال: ولست أَحُقُّه ولا أَعْرِفه؛ وقال الأَعشى:

  ووَلَّى عُمَيْر وهو كأْبٌ كأَنه ... يُطَلَّى بحُصٍّ، أَو يُغَشّى بِعظْلِمِ

  ولم يذكر سيبويه تكسير فُعْلٍ من المُضاعَف على فُعُولٍ، إِنما كَسّره على فِعالٍ كخِفافٍ وعِشَاشٍ.

  ورجل حُصْحُصٌ وحُصْحوصٌ: يَتَتَبّع دَقائِقَ الأُمور فيَعْلمها ويُحْصِيها.

  وكان حَصِيصُ القومِ وبَصِيصُهم كذا أَي عَدَدُهم.

  والأَحَصُّ: ماءٌ معروف؛ قال:

  نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبَحُوا ... نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْيانِ

  قال الأَزهري: والأَحَصُّ ماء كان نزل به كُلَيب ابن وائل فاسْتَأْثَر به دُونَ بَكْر بن وائل، فَقِيل له: اسقِنا؛ فقال: ليس من فَضْلٍ عنه، فلما طَعَنه جَسّاس اسْتَسْقاهم الماء، فقال له جَسّاس: تَجاوَزْت الأَحَصَّ أَي ذهَبَ سُلْطانُك على الأَحَصِّ؛ وفيه يقول الجعدي:

  وقال لِجَسّاس: أَغِثْني بِشَرْبةٍ ... تَدارَكْ بها طَوْلًا عَليَّ وأَنْعِمِ

  فقال: تَجاوَزْتَ الأَحصَّ وماءَه ... وبَطْنَ شُبَيثٍ، وهو ذُو مُتَرَسّمِ

  الأَصمعي: هَزِئ به في هذا.

  وبَنُو حَصِيصٍ: بطْنٌ من العرب.

  والحَصّاءُ: فرسُ حَزْنِ بن مِرْداسٍ.

  والحَصْحَصةُ: الذهابُ في الأَرض، وقد حَصْحَصَ؛ قال:

  لَمَّا رآني بالبِرَاز حَصْحَصا

  والحَصْحَصةُ: الحركةُ في شيء حتى يَسْتَقِرّ فيه ويَسْتَمْكن منه ويثبت، وقيل، تَحْرِيك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه، وكذلك البعيرُ إِذا أَثْبَتَ رُكْبتيه للنُّهوض بالثِّقْل؛ قال حميد بن ثور:

  وحَصْحَصَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتِه ... ورامَ القيامَ ساعةً ثم صَمَّما⁣(⁣١)

  وفي حديث علي: لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيّ جَمْرتَيْنِ أَحَبُّ إِليَّ من أَن أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ، هو من ذلك، وقيل: الحَصْحَصَةُ التحريك والتقليبُ للشيء والترديدُ.

  وفي حديث سمرة بن جندب: أَنه أُتي


(١) قوله [وحصحص الخ] هكذا في الأصل؛ وأنشده الصحاح هكذا: وحصحص في صم الصفا ثفناته وناء بسلمى نوأة ثم صمما.