لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 34 - الجزء 1

  والجمع بُرَأٌ. قال الأَعشى يصف الحمير:

  فأَوْرَدَها عَيْناً، مِنَ السِّيف، رَيَّةً ... بِها بُرَأ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ

  بسأ: بَسَأَ به يَبْسَأُ بَسْأً وبُسوءاً وبَسِئَ بَسَأً: أَنِسَ به، وكذلك بَهَأْتُ؛ قال زهير:

  بَسَأْتَ بِنِيِّها، وجَوِيتَ عنها ... وعِنْدَكَ، لو أَرَدْتَ، لَها دَواءُ

  وفي الحديث أَنَّ النبيَّ قال بعد وَقْعة بدرٍ: لو كان أَبو طالبٍ حَياًّ لَرأَى سُيُوفَنَا وقد بَسِئَتْ بالمَياثِلِ.

  بَسئَتْ وبَسَأَتْ بفتحِ السين وكسرِها: اعْتادَت واسْتَأْنَسَتْ، والمَياثِلُ: الأَماثِلُ.

  قال ابن الأَثير: هكذا فُسِّر، وكأَنه من المَقلوب.

  وبَسَأَ بذلكَ الأَمْرِ بَسْأَ وبُسُوءاً: مَرَنَ عليه، فلم يَكْتَرِث لِقُبْحه وما يقال فيه.

  وبَسَأَ به: تَهاوَنَ.

  وناقة بَسُوءٌ: لا تمنَعُ الحالِبَ.

  وأَبْسأَنِي فلانٌ فبَسئْتُ به.

  بطأ: البُطْءُ والإِبْطاءُ: نَقِيضُ الإِسْراع.

  تقول منه: بَطُؤَ مَجِيئُكَ وبَطُؤَ في مَشْيِه يَبْطُؤُ بُطْأً وبِطاءً، وأبْطَأَ، وتَباطأَ، وهو بَطِيءٌ، ولا تقل: أَبْطَيْتُ، والجمع بِطاءٌ؛ قال زهير⁣(⁣١):

  فَضْلَ الجِيادِ على الخَيل البِطاءِ، فلا ... يُعْطِي بذلك مَمْنُوناً ولا نَزِقا

  ومنه الإِبْطاءُ والتبَّاطُؤُ.

  وقد اسْتَبْطَأَ وأَبْطَأَ الرجُلُ: إِذا كانت دَوابُّه بطاءً، وكذلك أَبْطأً القومُ: إِذا كانت دوابهم بِطاءً.

  وفي الحديث: مَنْ بَطَّأَ به عملُه لم يَنْفَعْه نَسَبُه أَي مَنْ أَخَّرَه عملُه السَّيِّءُ أَو تَفْريطُه في العمل الصالحِ لم يَنْفَعْه في الآخرةِ شَرَفُ النَّسبِ.

  وأَبْطأَ عليه الأَمْرُ: تَأَخَّرَ.

  وبَطَّأَ عليه بالأَمْرِ وأَبْطَأَ به، كِلاهما: أَخَّرَه.

  وبَطَّأَ فلان بفلان: إِذا ثَبَّطَه عن أَمرٍ عَزَمَ عليه.

  وما أَبْطَأَ بك وبَطَّأَ بك عنا، بمعنىً، أَي ما أَبْطَأَ⁣(⁣٢) ... . وتَباطأَ الرَّجُل في مَسِيره.

  وقول لبيد:

  وهُمُ العشِيرةُ أَنْ يُبَطَّئَ حاسِدٌ ... أَوْ أَنْ يَلُومَ، مع العِدا، لُوّامها

  فسره ابن الأَعرابي فقال: يعني أَن يَحُثّ العدوّ على مَساوِيهم، كأَنّ هذا الحاسِد لم يَقْنع بعيبه لهؤلاء حتى حث.

  وبُطْآنَ ما يكون ذلك وبَطْآنَ أَي بَطُؤَ، جعلوه اسماً للفعل كَسُرْعانَ.

  وبُطْآنَ ذا خُروجاً: أَي بَطُؤَ ذا خروجاً، جُعِلت الفتحةُ التي في بَطُؤَ على نون بُطْآنَ حين أَدَّتْ عنه ليكون عَلَمَاً لها، ونُقلت ضمة الطاء إلى الباء.

  وإنما صح فيه النَّقْلُ لأَن معناه التعجب: أَي ما أَبْطَأَه.

  الليث: وباطِئةُ اسم مجهولٌ أَصلُه.

  قال أَبو منصور: الباطِئةُ: الناجود.

  قال: ولا أَدري أَمُعَرَّبٌ أَم عربي، وهو الذي يُجعل فيه الشرابُ، وجمعه البَواطِئ، وقد جاء ذلك في أَشعارِهم.

  بكأ: بَكَأَتِ الناقةُ والشاةُ تَبْكَأُ بَكْأً وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكاءَةً وبُكُوءاً، وهي بَكِيءٌ وبَكِيئةٌ: قلَّ لبنُها؛ وقيل انقطع.

  وفي حديث عليٍّ: دخل عليَّ


(١) أي يمدح هرم بن سنان المرّي وقبله: يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا.

(٢) كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة للصحاح بدون تفسير.