لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 347 - الجزء 1

  خرب: الخَرابُ: ضِدُّ العُمْرانِ، والجمع أَخْرِبةٌ.

  خَرِبَ، بالكسر، خَرَباً، فهو خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه.

  والخَرِبةُ: موضع الخَرابِ، والجمع خَرِباتٌ.

  وخَرِبٌ: كَكَلِم، جمع كَلِمة.

  قال سيبويه: ولا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ، لقِلَّتها في كلامهم.

  ودارٌ خَرِبةٌ، وأَخْرَبَها صاحبُها، وقد خَرَّبَه المُخَرِّبُ تَخْرِيباً؛ وفي الدعاءِ: اللهم مُخَرِّبَ الدنيا ومُعَمِّر الآخرةِ أَي خَلَقْتَها للخَرابِ.

  وفي الحديث: مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب؛ الإِخْرابُ: أَن يُتْرَكَ المَوْضِعُ خَرِباً.

  والتَّخْرِيبُ: الهَدْمُ، والمرادُ به ما يُخَرِّبُه المُلُوكُ مَن العُمْرانِ، وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إصلاحاً، ويَدْخُل فيه ما يَعْمَلُه المُتْرَفُون مِن تَخْريبِ المَساكِنِ العامِرةِ لغير ضرورةٍ وإنْشاءِ عِمارَتِها.

  وفي حديث بناء مسجِدِ المدينةِ: كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين وخِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ.

  قال ابن الأَثير: الخِرَبُ يجوز أَن يكون، بكسر الخاءِ وفتح الراءِ، جمع خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ؛ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ، على التخفيف، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ؛ ويجوز أَن يكون الخَرِبَ، بفتح الخاءِ وكسر الراءِ، كَنبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ.

  قال: وقد روي بالحاء المهملة، والثاء المثلثة، يريد به الموضع المَحْرُوثَ للزِّراعةِ.

  وخَرَّبُوا بيوتَهم: شُدِّدَ للمبالغة أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وفي التنزيل: يُخرِّبُونَ بيوتَهم؛ مَن قرأَها بالتشديد معناه يُهَدِّمُونَها، ومن قرأَ يُخْرِبُون، فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونها.

  والقراءَة بالتخفيف أَكثر، وقرأَ أَبو عمرو وحده يُخَرِّبون، بتشديد الراءِ، وقرأَ سائرُ القُرَّاءِ يُخْرِبون، مخففاً؛ وأَخْرَبَ يُخْرِبُ، مثله.

  وكلُّ ثَقْبٍ مُستدِير: خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن، وجمعها خُرَبٌ؛ وقيل: هو الثَّقْبُ مُسْتديراً كان أَو غير ذلك.

  وفي الحديث: أَنه سأَله رجل عن إتْيان النِّساءِ في أَدْبارِهِنَّ، فقال: في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ، يعني في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ؛ والثلاثةُ بمعنىً واحد، وكلها قد رويت.

  والمَخْرُوبُ: المَشْقوقُ، ومنه قيل: رَجُل أَخْرَبُ، للمشْقُوقِ الأُذُنِ، وكذلك إذا كان مَثْقُوبَها، فإذا انْخَرَم بعد الثَّقْبِ، فهو أَخْرَمُ.

  وفي حديث عليّ، ¥: كأَني بحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكعبة، يعني مَثْقُوبَ الأُذُنِ.

  يقال: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ.

  وفي حديث المغيرة، ¥: كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ أَي مَثْقوبةُ الأُذُنِ؛ وتلك الثُّقْبَةُ هي الخُرْبةُ.

  وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إذا كان ثَقباً غير مَخْرُوم، فإن كان مَخْروماً، قيل: خَربَةُ السِّنْدِيِّ؛ أَنشد ثعلب قول ذي الرمة:

  كأَنه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً ... أَوْ مِنْ مَعاشِرَ، في آذانِها، الخُرَبُ

  ثم فسَّره فقال: يَصِف نَعاماً شَبَّهَه برجل حَبَشيٍّ لسَوادِه؛ وقوله يَبْتَغِي أَثَراً لأَنه مُدَلَّى الرأْسِ، وفي آذانِها الخُرَبُ يعني السِّنْدَ.

  وقيل: الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن.