لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 123 - الجزء 7

  إِذا الرجالُ شَتَوْا، واشتدَّ أَكْلُهمُ ... فأَنْتَ أَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ

  فيحتمل أَن لا يكون بمعنى أَفْعَل الذي تصحبه مِنْ للمفاضلة، وإِنما هو بمنزلة قولك هو أَحْسَنُهم وجهاً وأَكرمُهم أَباً، تريد حسَنهم وجهاً وكريمهم أَباً، فكأَنه قال: فأَنت مُبْيَضُّهم سِرْبالًا، فلما أَضافه انتصب ما بعده على التمييز.

  والبِيضَانُ من الناس: خلافُ السُّودانِ.

  وأَبْيَضَت المرأَةُ وأَباضَتْ: ولدت البِيضَ، وكذلك الرجل.

  وفي عينِه بَياضةٌ أَي بَياضٌ.

  وبَيّضَ الشيءَ جعله أَبْيَضَ.

  وقد بَيَّضْت الشيء فابْيَضَّ ابْيِضاضاً وابْياضّ ابْيِيضاضاً.

  والبَيّاضُ: الذي يُبَيِّضُ الثيابَ، على النسب لا على الفعل، لأَن حكم ذلك إِنما هو مُبَيِّضٌ.

  والأَبْيَضُ: عِرْق السرّة، وقيل: عِرْقٌ في الصلب، وقيل: عرق في الحالب، صفة غالبة، وكل ذلك لمكان البَياضِ.

  والأَبْيضانِ: الماءُ والحنطةُ.

  والأَبْيضانِ: عِرْقا الوَرِيد.

  والأَبْيَضانِ: عرقان في البطن لبياضهما؛ قال ذو الرمة:

  وأَبْيَض قد كلَّفْته بُعد شُقّة ... تَعَقّدَ منها أَبْيَضاه وحالِبُه

  والأَبْيَضان: عِرْقان في حالب البعير؛ قال هميان ابن قحافة:

  قَرِيبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه ... كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِه،

  ومُلْتَقَى فائلِه وأُبُضِه⁣(⁣١)

  والأَبيضان: الشحمُ والشَّباب، وقيل: الخُبْز والماء، وقيل: الماء واللبنُ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين:

  ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملًا ... وما ليَ إِلَّا الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ

  من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ ... لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ

  ومنه قولهم: بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن.

  ابن الأَعرابي: ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه، وكذلك قال أَبو زيد، وقال أَبو عبيد: الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن.

  وفي حديث سعد: أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد، وخالفه غيره.

  وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ، يعني يومين أَو شهرين، وذلك لبياض الأَيام.

  وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ: ما أَحاط به، وقيل: بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب، وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض.

  والمُبَيِّضةُ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة.

  وكَتِيبةٌ بَيْضاء: عليها بَياضُ الحديد.

  والبَيْضاء: الشمسُ لبياضها؛ قال الشاعر:

  وبَيْضاء لم تَطْبَعْ، ولم تَدْرِ ما الخَنا ... تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا

  والبَيْضاء: القِدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو.

  قال: ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء؛ وأَنشد:


(١) قوله [عرقا أبيضه] قال الصاغاني: هكذا وقع في الصحاح بالألف والصواب عرقي بالنصب، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين، أفاده شارح القاموس.