[فصل الحاء المهملة]
  فإِنه احتاج فسكنه.
  والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس.
  وفي حديث عوف بن مالك: رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت: كيف أَنتم؟ فقال: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكم؟ قال: لكلِّنا غير الأَحْراضِ، قلت: ومَن الأَحْراضُ؟ قال: الذين يُشارُ إِليهم بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ، وقيل: هم الذين أَسرفوا في الذنوب فأَهلكوا أَنفسهم، وقيل: أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم.
  والحُرْضة: الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً، يدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح يصف حماراً:
  ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْنِ ... عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ
  المُسْتَفاضُ: الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح، وهذا البيت أَورده الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم.
  الحُرْضةُ: الرجل الذي لا يشتري اللحم ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره، وأَنشد البيت المذكور وقال: أَي الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً.
  ورجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، والاسم من ذلك الحَرَاضة والحُروضة والحُروض.
  وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ، ورجل حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بالهاء.
  وقوم حُرْضان: لا يعرفون مكان سيدهم.
  والحَرَضُ: الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل.
  والإِحْرِيضُ: العُصْفُرُ عامة، وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: كذا وكذا والإِحْرِيض، قيل: هو العُصْفُر؛ قال الراجز:
  أَرَّقَ عَيْنَيْك، عن الغُمُوضِ ... بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ
  مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ ... يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ
  وقيل: هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ، وقيل: حَبُّ العصفر.
  وثوب مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر.
  والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض، وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.
  والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة.
  والحُرْضُ: الجِصُّ.
  والحَرَّاضُ: الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار؛ قال عدي بن زيد:
  مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْنِ ... لِمَنْ شامَه، إِذا يَسْتَطِيرُ
  قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ.
  قال أَبو نصر: هو الذي يُحْرِقُ الأُشْنان.
  قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً.
  والحَرَّاضُ أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ: الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه، وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وقيل: الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ.
  قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ سُوقُ الأُشْنان.