لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 138 - الجزء 7

  المُطَوَّحُ، والأَصل في هذا المثل زعموا أَن رجلًا كان بنو أَخيه يُؤْذُونه فدخلوا بيته فقلبوا متاعَه، فلما أَدْرَكَ ولدُه صنعوا مثل ذلك بأَخيه فشكاهم فقال:

  يَوْمٌ بيومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ

  يضرب هذا للرجل صَنَع به رجلٌ شيئاً وصَنَعَ به الآخرُ مثلَه، وقيل: الحَفَضُ وعاء المتاع كالجُوالِق ونحوه، وقيل: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالق فيه متاع القوم.

  قال يونس: ربيعةُ كلُّها تجعل الحَفَضَ البعيرَ وقيسٌ تجعل الحَفَضَ المتاع.

  والحَفَضُ أَيضاً: عمود الخباء.

  والحَفَضُ: البعير الذي يحمل المتاع.

  الأَزهري: قال ابن المظفر الحَفَضُ قالوا هو القَعُود بما عليه، وقال: الحَفَضُ البعير الذي يحمل خُرْثِيَّ المتاع، والجمع أَحْفاضٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

  يا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ ... من كلِّ أَجْأَى مِعْذَم عَضّاضِ

  المِعْذَمُ: الذي يَكْدِمُ بأَسْنانه.

  والحَفَضُ أَيضاً: الصغيرُ من الإِبل أَول ما يركب، والجمع من كل ذلك أَحْفاضٌ وحِفاضٌ.

  وإِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَي قَلِيله رَثه، شبَّه عِلْمَه في قِلَّتِه بالحَفَضِ الذي هو صغير الإِبل، وقيل: بالشيء المُلْقَى.

  ويقال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هذا أَي حاملُه.

  قال شمر: وبلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال يوماً وقد اجتمع عنده جماعة فقال: هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ وإِنما أُخِذ من الإِبل الصغار.

  ويقال: إِبل أَحْفاضٌ أَي ضعيفة.

  وفي النوادر: حَفَّضَ اللَّه عنه وحَبَّضَ عنه أَي سَنَحَ عنه وخَفَّفَ.

  قال ابن بري: والحَفِيضةُ الخَلِيَّة التي يُعَسّل فيها النحل، وقال: قال ابن خالويه وليست في كلامهم إِلا في بيت الأَعشى وهو:

  نَحْلًا كَدَرْداقِ الحَفِيضة مَرْهوباً ... له حولَ الوَقُودِ زَجَلْ

  والحَفَضُ: حجَرٌ يبنى به.

  والحَفَضُ: عَجَمَةُ شجرة تسمَّى الحِفْوَلَ؛ عن أَبي حنيفة، قال: وكل عَجَمةٍ من نحوها حَفَضٌ.

  قال ابن دريد في الجمهرة: وقد سَمَّت العرب مُحَفِّضاً.

  حفرضض: رأَيته في المحكم بالحاء المهملة: جبل من السَّراة في شِقِّ تهامة؛ عن أَبي حنيفة.

  حمض: الحَمْضُ من النبات: كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ يقوم على سُوق ولا أَصل له، وقال اللحياني: كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حيَّةً إِذا غَمَزّتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثوب إِذا غسل به أَو اليد فهو حَمْض، نحو النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط والرِّمْث والقِضَة والقُلَّام والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وما أَشبهها.

  وفي حديث جرير: من سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ؛ هي جمع الحَمْض وهو كل نبت في طعمه حُموضة.

  قال الأَزهري: والمُلُوحة تسمَّى الحُموضة.

  الأَزهري عن الليث: الحَمْضُ كل نبات لا يَهيجُ في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عليه، وإِذا لم تجده رَقَّت وضَعُفَت.

  وفي الحديث في صفة مكة، شرفها اللَّه تعالى، وأَبْقَلَ حَمْضُها أَي نبت وظهَرَ من الأَرض.

  ومن الأَعراب من يسمِّي كل نبت فيه مُلوحة حَمْضاً.

  واللَّحْم حَمْضُ الرجال.

  والخُلَّةُ من النبات: ما كان حُلْواً، والعرب تقول: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَمْضُ