لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 139 - الجزء 7

  فاكهتُها ويقال لَحْمُها، والجمع الحُموض؛ قال الراجز:

  يَرْعَى الغَضَا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ ... غِبّاً، ومَن يَرعَ الحُموضَ يَغْفِقِ

  أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة.

  ومنه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً: أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ.

  وقال ابن السكيت في كتاب المعاني: حَمَّضْتها يعني الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَمْضَ؛ قال الجعدي:

  وكَلْباً ولَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْمَضَت ... يُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا

  أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عن منازلهم إِلى الجَنابِ وخَيْبر؛ قال ومثله قولهم:

  جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا

  أَي جاؤوا يشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم؛ وقال رؤبة:

  ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَمْضا

  أَي مَنْ أَتانا يَطلب شرّاً شفيناه من دائه، وذلك أَن الإِبل إِذا شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض.

  وحمَضَت الإِبل تَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضاً: أَكلت الحَمْضَ، فهي حامِضةٌ، وإِبل حَوامِضُ، وأَحْمَضَها هو.

  والمَحْمَضُ، بالفتح: الموضعُ الذي ترعى فيه الإِبل الحَمْض؛ قال هميان بن قحافة:

  وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه ... قَريبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه،

  بَعِيدة سُرَّته من مَغْرِضِه

  من مَحْمَضة أَي من موضعه الذي يَحْمُض فيه، ويروى: مُحْمَضه بضم الميم.

  وإِبل حَمْضيّة وحَمَضيّة: مقيمة في الحَمْض؛ الأَخيرة على غير قياس.

  وبعير حَمْضِيٌّ: يأْكُلُ الحَمْض.

  وأَحْمَضَت الأَرض وأَرض مُحْمِضة: كثيرة الحَمْض، وكذلك حَمْضِيّة وحَمِيضةٌ من أَرَضِين حمْضٍ، وقد أَحْمَضَ القومُ أَي أَصابوا حَمْضاً.

  ووَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَي ذواتِ حَمْضٍ.

  والحُموضة: طعم الحامِض.

  والحُموضةُ: ما حذَا اللسانَ كطعم الخل واللبن الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ، حَمَضَ يَحْمُضُ⁣(⁣١) حَمْضاً وحُموضةً وحَمُضَ، فهو حامِضٌ؛ عن اللحياني، ولبن حامِضٌ وإِنه لشديد الحَمْضِ والحُموضةِ.

  والمُحَمِّضُ من العِنَب: الحامِضُ.

  وحَمَّضَ: صار حامضاً.

  ويقال: جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَمْضاً، وهو اللبن الخاثر الشديد الحموضة.

  وقولهم: فلانٌ حامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ النَّفْسِ.

  والحمّاضةُ: ما في جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، والجمع حُمّاضٌ.

  والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلًا: واحدته حُمّاضة؛ قال الراجز رؤبة:

  تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ ... كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ


(١) قوله [حمض يحمض الخ] كذا ضبط في الأَصل. وفي القاموس وشرحه ما نصه: وقد حمض ككرم وجعل وفرح، الأولى عن اللحياني. ونقل الجوهري هذه: وحمض من حد نصر، وحمض كفرح في اللبن خاصة حمضاً، محركة، وهو في الصحاح بالفتح وحموضة بالضم.