لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 192 - الجزء 7

  عوض: العِوَضُ: البَدَلُ؛ قال ابن سيده: وبينهما فَرْقٌ لا يليق ذكره في هذا المكان، والجمع أَعْواضٌ، عاضَه منه وبه.

  والعَوْضُ: مصدر قولك عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه؛ عن ابن جني.

  وعاوَضَه، والاسم المَعُوضةُ.

  وفي حديث أَبي هريرة: فلما أَحل اللَّه ذلك للمسلمين، يعني الجزية، عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا.

  تقول: عُضْتُ فلاناً وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بدل ما ذهب منه، وقد تكرر في الحديث.

  والمستقبل التعويض⁣(⁣١).

  وتَعَوَّضَ منه، واعْتاضَ: أَخذ العِوَضَ، واعْتاضَه منه واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه، كلُّه: سأَلَه العِوَضَ.

  وتقول: اعْتاضَني فلان إِذا جاء طالباً للعوض والصِّلة، واستعاضني كذلك؛ وأَنشد:

  نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ ... واللَّه يَجْزِي القِرِضَ بالاقْراضِ

  وعاضَه: أَصاب منه العِوَضَ.

  وعُضْتُ: أَصَبْتُ عِوَضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

  هل لكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ ... في هَجْمةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟

  ويروى: في مائة، ويروى: يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ.

  يقال: غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل، وأَغْدَرَها الراعي.

  والقابض: السائق الشديد السوق.

  قال الأَزهري: أَي هل لك في العارِضِ منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منها القابض؟ قال: هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطيك مائة من الإِبل يَدَعُ منها الذي يقبضها من كثرتها، يدع بعضها فلا يطيق شَلَّها، وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَي قد صار العوض منك كله لي؛ قال الأَزهري: قوله عائض من عِضْتُ أَي أَخذت عوضاً، قال: لم أَسمعه لغير الليث.

  وعائضٌ من عاضَ يَعوض إِذا أَعطى، والمعنى هل لك في هجمة أَتزوّجك عليها.

  والعارضُ منكِ: المُعْطي عِوَضاً، عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وهو الهجمة من الإِبل، وقيل: عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضِية بمعنى مَرْضِيَّة.

  وتقول: عَوَّضْتُه من هِبَتِه خيراً.

  وعاوَضْتُ فلاناً بعوض في المبيع والأَخذ والإِعطاء، تقول: اعْتَضْتُه كما تقول أَعطيته، وتقول: تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بعد قِلَّةٍ.

  وعَوْض يبنى على الحركات الثلاث: الدَّهْر، معرفة، علم بغير تنوين، والنصب أَكثر وأَفشَى؛ وقال الأَزهري: تفتح وتضم، ولم يذكر الحركة الثالثة.

  وحكي عن الكسائي عوضُ، بضم الضاد غير منون، دَهْرٌ، قال الجوهري: عَوْضُ معناه الأَبد وهو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطَّ للماضي من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك، تريد لا أُفارقك أَبداً، كما تقول قطَّ ما فارقتك، ولا يجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أَن تقول قطَّ ما أُفارقك.

  قال ابن كيسان: قط وعوض حرفان مبنيان على الضم، قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل، تقول: ما رأَيته قطَّ يا فتى، ولا أُكلمك عوض يا فتى؛ وأَنشد الأَعشى، ¦:

  رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا ... بأَسْحَمَ داجٍ، عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ

  أَي لا نتفرق أَبدأً، وقيل: هو بمعنى قَسَم.

  يقال: عَوْض لا أَفْعَله، يحلف بالدهر والزمان.

  وقال أَبو زيد: عوض في بيت الأَعشى أَي أَبداً، قال: وأَراد


(١) قوله [والمستقبل التعويض] كذا بالأَصل.