لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الألف]

صفحة 255 - الجزء 7

  عَلْقَى إِلا أَن الأَلف التي في آخرهما ليست للتأْنيث لأَن الواحدة أَرْطاةٌ وعَلْقاةٌ، قال: والأَلف الأُولى أَصلية وقد اختلف فيها، فقيل هي أَصلية لقولهم أَدِيمٌ مأْرُوطٌ، وقيل هي زائدة لقولهم أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ.

  وأَرْطَتِ الأَرْضُ: إِذا أَخرجت الأَرْطَى؛ قال أَبو الهيثم: أَرْطَتْ لحن وإِنما هو آرَطَتْ بأَلفين لأَن أَلف أَرْطَى أَصلية.

  الجوهري: الأَرْطَى شجر من شجر الرمْل وهو فَعْلَى لأَنك تقول أَديم مأْرُوطٌ إِذا دبغ بذلك، وأَلفه للإِلحاق أَو بني الاسم عليها وليست للتأْنيث لأَن الواحدة أَرطاةٌ؛ قال:

  يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ ... تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِليه واجْتَمَعْ

  لَمّا رأَى أَنْ لا دَعَه ولا شِبَعْ ... مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ

  وفيه قول آخر: إِنه أَفْعل لأَنه يقال أَديم مَرْطِيّ، وهذا يذكر في المعتّل، فإِن جعلت أَلفِه أَصلية نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً، وإِن جعلتها للإِلحاق نونته في النكرة دون المعرفة؛ قال أَعرابي وقد مَرِضَ بالشام:

  أَلا أَيُّها المُكَّاء ما لَكَ ههُنا ... أَلاءٌ، ولا أَرْطَى، فأَيْنَ تَبِيضُ؟

  فأَصْعِدْ إِلى أَرضِ المَكاكيّ، واجْتَنِبْ ... قُرى الشامِ، لا تُصْبِحْ وأَنتَ مَرِيضُ

  قال ابن بري عند قوله إِن جعلت أَلف أَرْطَى أَصليّاً نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً قال: إِذا جعلت أَلف أَرْطى أَصْليّاً أَعني لام الكلمة كان وزْنُها أَفْعَل، وأَفعلُ إِذا كان اسماً لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة.

  وفي الحديث: جِيءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَى.

  وبعير أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ: يأْكلُ الأَرْطَى ويلازمه، ومأْرُوطٌ أَيضاً: يشتكي منه.

  وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى: مدبوغ بالأَرْطَى، والأَريطُ: العاقِرُ من الرجال؛ قال حميد الأَرقط:

  ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ ... حَزَنْبَلٍ يأْتِيكِ بالبَطِيطِ،

  ليس بذي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ؟

  والسَّفِيطُ: السَّخِيُّ الطيب النفس.

  وأُراطَى وذو أُراطَى وذو أُراطٍ وذو الأَرْطَى: أَسماء مواضع؛ أَنشد ثعلب:

  فلو تراهُنَّ بذي أُراط

  وقال طرَفةُ:

  ظَلِلْتُ بذي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ ... بِبِيئَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

  أسفط: الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ: المُطَيَّبُ من عصير العنب، وقيل: هو من أَسماء الخمر، وقال أَبو عبيدة: الإِسْفنْط أَعلى الخمر، قال الأَصمعي: هو اسم رومي؛ قال الأَعشى:

  وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْ ... فِنْطِ، مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ

  قال أَبو حنيفة: قال أَبو حزام العُكْلي فهو مما يمدح به ويعاب.

  قال سيبويه: الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خماسيان، جعل الأَلف فيهما أَصلية كما يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية.