لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 288 - الجزء 7

  واحد فهي علامة الخَيْبةِ في قضاء الحاجة؛ قال: وكانت العرب تسمي ذلك الخطَّ الذي يبقى من خطوط الحازي الأَسْحَم، وكان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً.

  وقال الحَرْبيُّ: الخطُّ هو أَن يخُطَّ ثلاثة خُطوط ثم يَضْرِب عليهن بشعِير أَو نَوىً ويقول: يكون كذا وكذا، وهو ضَرْبٌ من الكَهانة؛ قال ابن الأَثير: الخَطُّ المشار إِليه علم معروف وللناس فيه تَصانِيفُ كثيرة وهو معمول به إِلى الآن، ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ، ويستخرجون به الضمير وغيره، وكثيراً ما يُصِيبُون فيه.

  وفي حديث ابن أُنَيْسٍ: ذهَب بي رسول اللَّه، ، إِلى منزله فدَعا بطعام قليل فجعلت أُخَطِّطُ حتى يَشْبَعَ رسولُ اللَّه، ، أَي أَخُطُّ في الطعام أُرِيه أَني آكُل ولست بآكِلٍ.

  وأَتانا بطعام فخَطَطْنا فيه أَي أَكَلْناه، وقيل: فحطَطْنا، بالحاء المهملة غير معجمة، عَذَّرْنا.

  ووصف أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها قال: فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَي اعتمدنا على الأَكل فأَخذنا، قال: وأَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِيرُ في الأَكل.

  والحَطُّ: ضِدُّ الخَطِّ، والماشي يَخُطُّ برجله الأَرضَ على التشبيه بذلك؛ قال أَبو النجم:

  أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ ... تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٌّ مُخْتَلِفْ،

  تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ

  والخَطُوط، بفتح الخاء، من بقر الوحش: التي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها، وكذلك كل دابّة.

  ويقال: فلان يخُطَّ في الأَرض إِذا كان يفكِّر في أَمره ويدبّره.

  والخَطُّ: خَطُّ الزاجر، وهو أَن يخُطَّ بإِصْبَعِه في الرمل ويَزْجُر.

  وخَطَّ الزاجِرُ في الأَرض يخُطُّ خطَّاً: عَمِلَ فيها خَطَّاً بإِصْبَعِه ثم زَجَر؛ قال ذو الرمة:

  عَشِيّةَ ما لي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي ... بَلَقْطِ الحصى والخَطِّ في التُّرْبِ، مولَعُ

  وثوب مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط: فيه خُطوط، وكذلك تمر مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ.

  وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ: صارَتْ فيه خُطوط.

  واخْتَطَّ الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه.

  والخُطَّةُ: كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة.

  والمِخَطُّ، بالكسر: العود الذي يَخُطَّ به الحائكُ الثوبَ.

  والمِخْطاطُ: عُود تُسَوَّى عليه الخُطوطُ.

  والخَطُّ: الطَّرِيقُ؛ عن ثعلب؛ قال سلامةُ بن جَنْدل:

  حتى تركْنا وما تُثْنَى ظَعائننا ... يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

  والخَطُّ: ضَربٌ من البَضْعِ⁣(⁣١)، خَطَّها يَخُطُّها خَطَّاً.

  وفي التهذيب: ويقال خَطَّ بها قُساحاً.

  والخِطُّ والخِطَّةُ: الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك.

  وقد خَطَّها لنَفْسِه خَطَّاً واخْتَطَّها: وهو أَن يُعَلِّم عليها عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قد احْتازَها⁣(⁣٢) ليَبْنِيَها داراً، ومنه خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ.

  واخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار، وجمعها الخِطَطُ.

  وكلُّ ما حَظَرْتَه، فقد خطَطْتَ عليه.

  والخِطَّةُ، بالكسر: الأَرضُ.

  والدار يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها،


(١) قوله [البضع] بالفتح والضم بمعنى الجماع.

(٢) قوله [احتازها] في النهاية: اختارها.