لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 294 - الجزء 7

  ويروى: فانْفَرَدُوا؛ وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب؛ قال بسَّامَةُ بن الغَدِير:

  إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا ... لِنِيَّة، ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا

  وقال ابن مَيّادةَ:

  إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا ... وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا

  وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ:

  إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا ... واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر

  وقال الحسين بن مُطَيْرٍ:

  إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا ... بانُوا ولم ينْظرُوني، إِنهم لَحِجُوا

  وقال ابن الرَّقاعِ:

  إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا ... وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا

  وقال عمر بن أَبي ربيعة:

  إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا

  وقال جرير:

  إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا ... مِنْ دارةِ الجأْبِ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ

  وقال نُصَيْبُ:

  إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا

  وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ:

  سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ ... حَرْباً، تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟

  وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد، فتقع بينهم أُلْفَةٌ، فإِذا افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك.

  قال أَبو حنيفة: يلقى الرجلُ الرجلَ الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه، فيقول: لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ.

  والخَلِيطُ: الزوجُ وابن العم.

  والخَلِطُ: المُخْتَلِطُ⁣(⁣١) بالناس المُتَحَبِّبُ، يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم، ويكون للذي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بين الناس، والأُنثى خَلِطةٌ، وحكى سيبويه خُلُط، بضم اللام، وفسره السيرافي مثل ذلك.

  وحكى ابن الأَعرابي: رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ؛ وأَنشد:

  وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرْسَلتْ ... يَمينُكَ شيئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا

  يقول: أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال، ويمينُك بدل من قوله هي، وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت، والعرب تقول: أَخْلَطُ من الحمَّى؛ يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ.

  قال أَبو عبيدة: تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء، فقال حميد: الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء، فقال العجاج: الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ.

  واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله.

  ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ: أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل، عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.

  وقد خُولِطَ في عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ،


(١) قوله [والخلط المختلط] في القاموس: والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق إليهم.