لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 320 - الجزء 7

  والسِّقْطانِ من الظليم: جَناحاه؛ وأَما قول الرَّاعي:

  حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ ... عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر

  فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وهو على الاستعارة؛ يقول: إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وقال الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين، وسِقاطا الليل: ناحِيتا ظَلامِه؛ وقال العجاج يصف فرساً:

  جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ ... وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ

  قوله: ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو⁣(⁣١) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه.

  ويقال: الرجل فيه سِقاطٌ إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى.

  قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول: تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلًا قليلًا شيئاً بعد شيء.

  وفي حديث أَبي بكر، ¥: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللَّاطئةِ بالأَرض.

  وفي حديث سعد، ¥: كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللَّه، ، أَي يَرْوِيه عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللَّه، ، وهو من أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به.

  وفي حديث أَبي هريرة: أَنه شرب من السَّقِيطِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين، وفسره بالفَخّارِ، والمشهور فيه لُغةً وروايةً الشينُ المعجمة، وسيجئ، فأَمّا السَّقِيطُ، بالسين المهملة، فهو الثَّلْجُ والجَلِيدُ.

  سقلط: السَّقْلاطُون: نوعٌ من الثّياب، وقد ذكرناه أَيضاً في النون في ترجمة سقلطن كما وجدناه.

  سلط: السَّلاطةُ: القَهْرُ، وقد سَلَّطَه اللَّه فتَسَلَّطَ عليهم، والاسم سُلْطة، بالضم.

  والسَّلْطُ والسَّلِيطُ: الطويلُ اللسانِ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وسِلِطانةٌ، وقد سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً، ولسان سَلْطٌ وسَلِيطٌ كذلك.

  ورجل سَلِيطٌ أَي فصيح حَدِيدُ اللسان بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ.

  يقال: هو أَسْلَطُهم لِساناً، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة.

  التهذيب: وإِذا قالوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فله معنيان: أَحدهما أَنها حديدة اللسان، والثاني أَنها طويلة اللسان.

  الليث: السَّلاطةُ مصدر السَّلِيط من الرجال والسلِيطةِ من النساء، والفعل سَلُطَتْ، وذلك إِذا طال لسانُها واشتدَّ صَخَبُها.

  ابن الأَعرابي: السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ، والسَّلِيطُ عند عامّة العرب الزيْتُ، وعند أَهل اليمن دُهْنُ السِّمْسِم؛ قال امرؤ القيس:

  أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ

  وقيل: هو كلُّ دُهْنٍ عُصِر من حَبٍّ؛ قال ابن بري: دُهن السمسم هو الشَّيْرَجُ والحَلُّ؛ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ:

  يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِيطِ ... لم يَجْعَلِ اللَّه فيه نُحاسا

  قوله لم يجعل اللَّه فيه نُحاساً أَي دُخاناً دليل على أَنه


(١) قوله [أي يعدو الخ] كذا بالأصل.