لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 332 - الجزء 7

  له عند سيبويه.

  وشَرَطُ الإِبلِ: حَواشِيها وصِغارُها، واحدها شَرَطٌ أَيضاً، وناقة شَرَطٌ وإِبل شَرَطٌ.

  قال: وفي بعض نسخ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ المال، قال: فإِن صح هذا فهو جمع شَرَط.

  التهذيب: وشَرَطُ المالِ صغارها، وقال: والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شيء خِيارُه وهم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده؛ وقال الأَخطل:

  ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ، إِذْ مُنِيت بِهِمْ ... حَنَّتْ مَثاكِيلُ من أَيْفاعِهمْ نُكُدُ

  وقال آخر:

  حتى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ

  وقال أَوْسٌ: فأَشْرَط فيها أَي استخَفَّ بها وجعلها شَرَطاً أَي شيئاً دُوناً خاطَرَ بها.

  أَبو عمرو: أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَي يَسَّرْتُه وجعلته يليه؛ وأَنشد:

  قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ... ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ

  المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعمل.

  والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ، والمِشْراطُ مثله.

  والشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط بها.

  قال ابن الأَعرابي: حدثني بعض أَصحابي عن ابن الكَلْبي عن رجل عن مُجالِد قال: كنت جالساً عند عبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر بن أَبي طالب بالكوفة فأُتِيَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فقلت: هذا واللَّه جَهْدُ البَلاء، فقال: واللَّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه ولكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنىً مُوسع.

  وفي الحديث: نَهى النبي، ، عن شَرِيطةِ الشيطانِ، وهي ذبيحة لا تُفْرَى فيها الأَوْداجُ ولا تُقْطَعُ ولا يُسْتَقْصَى ذبحُها؛ أُخذ من شَرْط الحجام، وكان أَهل الجاهلية يقطعون بعضَ حَلْقِها ويتركونها حتى تموتَ، وإِنما أَضافها إِلى الشيطان لأَنه هو الذي حملهم على ذلك وحسّن هذا الفعلَ لدَيْهِم وسوّلَه لهم.

  والشَّرِيطةُ من الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن.

  والشَّرِيطةُ: شِبْه خُيوطٍ تُفْتل من الخُوص واللِّيفِ، وقيل: هو الحبلُ ما كان، سمي بذلك لأَنه يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثم يفتل، والجمع شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كشَعيرة وشَعير.

  والشَّرِيطُ: العَتِيدةُ للنساء تَضَعُ فيها طِيبَها، وقيل: هي عَتيدةُ الطِّيبِ، وقيل: العَيْبةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي وبه فُسِّر قولُ عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب:

  فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا ... وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني

  يقول: زَيْنُكَ الطِّيبُ الذي في العَتِيدةِ أَو الثيابُ التي في العَيْبة، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بذي النُّونين السيفَ كما سماه بعضهم ذا الحَيّاتِ؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ:

  عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه ... فَخَرَّ، كما خَرَّ النِّساءُ، عَبِيطَا

  وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذليّ:

  وما جَرَّدْتُ ذا الحَيّاتِ، إِلَّا ... لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ، الحُبابِ⁣(⁣١)

  كانت امرأَته نظرت إِلى رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف


(١) قوله [الحباب] ضبط في الأَصل هنا وفي مادة دبر بالضم، وقال هناك: الحباب اسم سيفه.