لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 378 - الجزء 1

  والأَصل في ذُوبان الهمزُ، ولكنه خُفِّفَ، فانْقَلَبَتْ واواً.

  وأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ: كَثِيرة الذِّئاب، كقولك أَرْضٌ مَأْسَدَةٌ، من الأَسَد.

  قال أَبو علي في التذكرة: وناسٌ من قَيْس يقولون مذيَبة، فلا يَهْمِزون، وتعليل ذلك أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفيفاً بَدَلِيّاً صحيحاً، فجاءَت الهمزة ياءً، فلَزِم ذلك عندَه، في تَصْريفِ الكلمة.

  وذُئِبَ الرَّجُلُ: إِذا أَصابَه الذِّئْبُ.

  ورجلٌ مَذْؤُوبٌ: وقَع الذِّئْبُ في غَنَمِه، تقول منه: ذُئِبَ الرَّجُلُ، على فُعِلَ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  هاعٍ يُمَظِّعُني، ويُصْبِحُ سادِراً ... سَدِكاً بلَحْمِي، ذِئْبُه لا يَشْبَعُ

  عَنَى بِذِئْبِه لسانَه أَي إنه يأْكلُ عِرْضَه، كما يأْكلُ الذِّئْبُ الغَنمَ.

  وذُؤْبانُ العرب: لُصُوصُهم وصَعالِيكُهمُ الذين يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ.

  وذِئابُ الغَضَى: بنو كعب بن مالك بن حنظلة، سُمُّوا بذلك لخُبْثِهم، لأَن ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئابِ.

  وذَؤُبَ الرَّجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً، وذَئِبَ وتَذَأَبَ: خَبُثَ، وصار كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً.

  واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ: صارَ كالذِّئْب؛ يُضْرَبُ مثلاً للذُّلَّان إذا عَلَوا الأَعِزَّة.

  وتَذَأَبَ الناقةَ وتَذَأَبَ لَها: وهو أَن يَسْتَخْفِيَ لها إِذا عَطَفَها على غير ولَدِها، مُتَشَبِّهاً لها بالسَّبُعِ، لتكون أَرْأَمَ عليه؛ هذا تعبير أَبي عبيد.

  قال: وأَحسن منه أَن يقول: مُتَشَبِّهاً لها بالذِّئْبِ، ليَتَبَيَّن الاشتِقاقُ.

  وتَذَأَّبَتِ الرِّيحُ وتَذَاءَبَتْ: اخْتَلَفَتْ، وجاءَتْ من هُنا وهُنا.

  وتَذَأَّبْتُه وتَذاءَبْتُه: تَدَاوَلْتُه، وأَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وجه جاءَ من آخَر.

  أَبو عبيد: المُتَذَئِّبَة والمُتَذائِبَة، بوَزنِ مُتَفَعِّلَة ومُتَفاعِلَة: من الرِّياح التي تَجِيءُ من هَهُنا مرَّةً ومن هَهُنا مرَّةً؛ أُخِذَ من فِعْل الذِّئْبِ، لأَنه يأْتي كذلك.

  قال ذو الرُّمة، يذكر ثوراً وَحْشِيّاً:

  فباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ والهِضَبُ

  وفي حديث عليّ، كرّم اللَّه وجهه: خَرَجَ منكم جُنَيْدٌ مُتَذائِبٌ ضَعِيفٌ؛ المُتَذائِبُ: المُضْطَرِبُ، من قولهم: تَذاءَبَتِ الرِّيحُ، اضْطرب هبوبُها.

  وغَرْبٌ ذَأْبٌ: مُخْتَلَفٌ به؛ قال أَبو عبيدة، قال الأَصمعي: ولا أُراه أُخِذَ إلا من تَذَؤُّبِ الرِّيحِ، وهو اخْتِلافُها، فشُبِّه اخْتِلافُ البَعيرِ في المَنْحاةِ بها؛ وقيل: غَرْبٌ ذَأْبٌ، على مثالِ فَعْلٍ: كثيرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ والنُّزولِ.

  والمَذْؤُوبُ: الفَزِعُ.

  وذُئِبَ الرجُل: فَزِعَ من الذِّئْبِ.

  وذَأَبْتُه: فَزَّعْتُه.

  وذَئِبَ وأَذْأَبَ: فَزِعَ من أَيِّ شيءٍ كان.

  قال الدُّبَيْرِيُّ:

  إِني، إِذا ما لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبا ... فسَقَطَتْ نَخْوَتُه وأَذْأَبا

  قال: وحقيقتُه من الذِّئْبِ.

  ويقال للذي أَفْزَعَتْه الجِنُّ: تَذَأَّبَتْه وتَذَعَّبَتْه.