لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 412 - الجزء 7

  عمرو بن مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، ¤، فقال: أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه؛ أَراد أَنه في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها.

  وفي حديث ابن أَبي أَوْفى: كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام، وفي رواية: أَنْباطاً من أَنْباط الشام.

  وفي حديث الشعبي: أَن رجلًا قال لآخر: يا نَبَطيّ فقال: لا حَدّ عليه كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة.

  وحكى أَبو علي: أَن النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط، فأَنباط في نَبَط كأَجْبال في جبَل.

  والنبِيطُ كالكليب.

  وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامان المذاب يجعل لَزُوقاً للجرح.

  والنَّبْطُ: الموْتُ.

  وفي حديث علي: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا؛ قال ثعلب: النَّبْطُ الموت.

  ووَعْساء النُّبَيْطِ: رملة معروفة بالدّهْناء، ويقال وعساء النُّمَيْطِ.

  قال الأَزهري: وهكذا سماعي منهم.

  وإِنْبِط: اسم موضع بوزن إِثْمِد؛ وقال ابن فَسْوةَ:

  فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه ... مُباحٌ لها، ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ

  نثط: النَّثْطُ: خُروج النباتِ والكمأَةِ من الأَرض.

  والنَّثْطُ: النباتُ نفسُه حين يَصْدَعُ الأَرض ويظهر.

  والنثْطُ: غَمْزُك الشيء بيدك، وقد نَثَطَه بيده: غَمزَه، وفي الحديث: كانت الأَرض تَمُوجُ تَمِيدُ⁣(⁣١) فوق الماء فنَثَطها اللَّه بالجِبالِ فصارت لها أَوتاداً.

  وفي الحديث أَيضاً: كانت الأَرض هِفّاً على الماء فنَثَطَها اللَّه بالجِبال أَي أَثْبَتَها وثَقَّلَها.

  والنثطُ: غمزُك الشيء حتى يثبُت.

  ونثَط الشيءُ نُثُوطاً: سكن، ونَثَطْته: سكَّنته.

  ابن الأَعرابي: النثْطُ التَّثقِيلُ؛ ومنه خبر كعب: أَن اللَّه ø لما مَدَّ الأَرض مادت فثَنَطها بالجبال أَي شَقّها فصارت كالأَوتاد لها، ونثطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها.

  قال الأَزهري: فرق ابن الأَعرابي بين الثَّنْط والنثْطِ، فجعل الثَّنْط شَقّاً، وجعل الثَّنْط إِثقالًا، قال: وهما حرفان غريبان، قال: ولا أَدري أعرابيان أَم دخيلان.

  نحط: الأَزهري: النَّحْطةُ داء يُصِيبُ الخيل والإِبل في صدورها لا تكاد تسلم منه.

  والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفِير.

  وقال الجوهري: النحطُ الزفير، وقد نَحَطَ يَنْحِط، بالكسر؛ قال أُسامة الهُذلِيُّ:

  مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ

  ابن سيده: ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضرب بثوبه على الحجر وتنفَّسَ ليكون أَرْوَحَ له؛ قال الأَزهري: وأَنشد الفرّاء:

  وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ الليل، نَحْطةً ... تَقضَّبُ منها، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها⁣(⁣٢)

  ابن سيده: النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ البكاء، نحَط يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً.

  والنَّحِيطُ أَيضاً: صوت معه توجُّع، وقيل: هو صوت شبيه بالسُّعال.

  وشاةٌ ناحِط: سَعِلة وبها نَحْطةٌ.

  والنَّحِيطُ: الزَّجْرُ عند المَسْأَلة.

  والنَّحِيط والنَّحْطُ: صوتُ الخيلِ من الثِّقَل والإِعْياء يكون بين الصدْرِ إِلى الحَلْق، والفِعلُ كالفِعْل.

  ونحَط الرجلُ يَنْحِط إِذا وقعت فيه القَناةُ فصوَّت من صَدْره.


(١) قوله [تموج تميد] كذا في الأَصل، وهو في النهاية بدون تموج.

(٢) هذا البيت للنابغة، وفي ديوانه: تقضقضُ بدل تقضب.