لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء]

صفحة 32 - الجزء 8

  فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَتَبَّع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه، وهي لغة لبعض العرب؛ وقال ابن الأَنباري: وإِنما أَقحم الأَلف واللام على الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء.

  قال ابن عون: قلت للشعبي: إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سائبةً فأَوصَى بماله كله، فقال: ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة، قال النضر: التابعةُ أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فيقول: أَنا مولاك؛ قال الأَزهري: أَراد أَن المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه.

  والإِتْباعُ في الكلام: مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح.

  تبرع: تَبْرَعٌ وتَرْعَبٌ: موضعان بَيَّنَ صرفهم إِياهما أَن التاء أَصل.

  تخطع: تَخْطَعٌ: اسم؛ قال ابن دريد: أَظنه مصنوعاً لأَنه لا يعرف معناه.

  ترع: تَرِعَ الشيءُ، بالكسر، تَرَعاً وهو تَرِعٌ وتَرَعٌ: امتَلأَ.

  وحَوْضٌ تَرَعٌ، بالتحريك، ومُتْرَعٌ أَي مَمْلوء.

  وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ، وجَفْنة مُتْرَعة، وأَتْرَعه هو؛ قال العجاج:

  وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا

  وهذا البيت أَورده الجوهري: بسَيْر أَتْرَعا؛ قال ابن بري: هو لرؤبة، قال: والذي في شعره بسَيْل باللام؛ وبعده:

  يَمْلأُ أَجْوافَ البِلادِ المَهْيَعا

  قال: وأَتْرعَ فعل ماض.

  قال: ووصف بني تَمِيم وأَنهم افترشوا الأَرض بعدد كالسيل كثرة؛ ومنه سَيْلٌ أَتْرَعُ وسَيْلٌ تَرّاع أَي يملأُ الوادي، وقيل: لا يقال تَرِعَ الإِناءُ ولكن أُتْرِعَ.

  الليث: التَّرَعُ امْتِلاءُ الشيء، وقد أَتْرَعْت الإِناءَ ولم أَسمع تَرِعَ الإِناءُ، وسَحاب تَرِعٌ: كثير المطر؛ قال أَبو وجزة:

  كأَنّما طَرَقَتْ ليْلى مُعَهَّدةً ... من الرِّياضِ، ولاها عارِضٌ تَرِعُ

  وتَرِعَ الرجلُ تَرَعاً، فهو تَرِعٌ: اقتحم الأُمور مَرَحاً ونشاطاً.

  ورجل تَرِعٌ: فيه عَجَلة، وقيل: هو المُستعِدُّ للشرّ والغَضبِ السريعُ إِليهما؛ قال ابن أَحمر:

  الخَزْرَجِيُّ الهِجانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ... ضَيْقُ المَجَمِّ، ولا جافٍ، ولا تَفِلُ

  وقد تَرِعَ تَرَعاً.

  والتَّرِعُ: السفيه السريعُ إِلى الشرِّ.

  والتَّرِعةُ من النساء: الفاحِشة الخفيفة.

  وتَتَرَّع إِلى الشيء: تَسَرَّعَ.

  وتَتَرَّعَ إِلينا بالشرِّ: تَسَرَّعَ.

  والمُتَتَرِّع: الشِّرِّيرُ المُسارِعُ إِلى ما لا ينبغي له؛ قال الشاعر:

  الباغي الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعاً ... حتى إِذا ذاقَ منها حامِياً بَرَدا

  الكسائي: هو تَرِعٌ عَتِلٌ.

  وقد تَرِعَ تَرَعاً وعَتِلَ عَتَلاً إِذا كان سريعاً إِلى الشرِّ.

  وروى الأَزهري عن الكلابيِّين: فلان ذو مَتْرَعةٍ إِذا كان لا يَغْضَب ولا يعجل، قال: وهذا ضدّ التَّرِع.

  وفي حديث ابن المُنْتَفِق: فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ الله، ، فما تَرَعَني؛ التَّرَعُ: الإِسراعُ إِلى الشيء، أَي ما أَسرَعَ إِليّ في النهْي، وقيل: تَرَعَه عن وجهه ثَناه وصرَفَه.

  والترْعةُ: الدرجة، وقيل: الرُّوْضة على المكان المرتفع خاصّة، فإِذا كانت في المَكان المُطمئنّ فهي