لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 54 - الجزء 8

  في الأَلفاظ القليلة كقوله ø: خُذِ العَفْو وأْمُر بالعُرْف وأَعْرِضْ عن الجاهلين.

  وفي صفته، : أَنه كان يتكلم بجَوامِعِ الكَلِم أَي أَنه كان كثير المعاني قليل الأَلفاظ.

  وفي الحديث: كان يَستحِبُّ الجَوامع من الدعاء؛ هي التي تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ والمَقاصِدَ الصحيحة أَو تَجْمع الثناء على الله تعالى وآداب المسأَلة.

  وفي الحديث: قال له أَقْرِئني سورة جامعة، فأَقرأَه: إَذا زلزلت، أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء من الخير والشر لقوله تعالى فيها: فمن يَعمل مِثقالَ ذرَّة خيراً يره ومن يَعمل مثقال ذرَّة شرّاً يره.

  وفي الحديث: حَدِّثْني بكلمة تكون جِماعاً، فقال: اتَّقِ الله فيما تعلم؛ الجِماع ما جَمَع عَدداً أَي كلمةً تجمع كلمات.

  وفي أَسماء الله الحسنى: الجامعُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يَجْمع الخلائق ليوم الحِساب، وقيل: هو المؤَلِّف بين المُتماثِلات والمُتضادّات في الوجود؛ وقول امرئ القيس:

  فلو أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَميعةً ... ولكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا

  إِنما أَراد جميعاً، فبالغ بإِلحاق الهاء وحذف الجواب للعلم به كأَنه قال لفَنِيت واسْتراحت.

  وفي حديث أُحد: وإِنَّ رجلاً من المشركين جَمِيعَ اللأْمةِ أَي مُجْتَمِعَ السِّلاحِ.

  والجَمِيعُ: ضد المتفرِّق؛ قال قيس بن معاذ وهو مجنون بني عامر:

  فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، فإِنَّني ... نَهَيْتُكِ عن هذا، وأَنتِ جَمِيعُ⁣(⁣١)

  وفي الحديث: له سَهم جَمع أَي له سهم من الخير جُمع فيه حَظَّانِ، والجيم مفتوحة، وقيل: أَراد بالجمع الجيش أَي كسهمِ الجَيْشِ من الغنيمة.

  والجميعُ: الجَيْشُ؛ قال لبيد:

  في جَمِيعٍ حافِظِي عَوْراتِهم ... لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ

  والجَمِيعُ: الحيُّ المجتمِع؛ قال لبيد:

  عَرِيَتْ، وكان بها الجَمِيعُ فأَبْكَرُوا ... منها، فغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها

  وإِبل جَمّاعةٌ: مُجْتَمِعة؛ قال:

  لا مالَ إِلَّا إِبِلٌ جَمّاعه ... مَشْرَبُها الجِيّةُ أَو نُقاعَه

  والمَجْمَعةُ: مَجلِس الاجتماع؛ قال زهير:

  وتُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ ... لكم في كلِّ مَجْمَعَةٍ، لِواءُ

  والمَجْمعة: الأَرض القَفْر.

  والمَجْمعة: ما اجتَمع من الرِّمال وهي المَجامِعُ؛ وأَنشد:

  باتَ إِلى نَيْسَبِ خَلٍّ خادِعِ ... وَعْثِ النِّهاضِ، قاطِعِ المَجامِعِ

  بالأُمّ أَحْياناً وبالمُشايِعِ

  المُشايِعُ: الدليل الذي ينادي إِلى الطريق يدعو إِليه.

  وفي الحديث: فَجَمعْتُ على ثيابي أَي لبستُ الثيابَ التي يُبْرَزُ بها إِلى الناس من الإِزار والرِّداء والعمامة والدِّرْعِ والخِمار.

  وجَمَعت المرأَةُ الثيابَ: لبست الدِّرْع والمِلْحَفةَ والخِمار، يقال ذلك للجارية إِذا شَبَّتْ، يُكْنى به عن سن الاسْتواء.

  والجماعةُ: عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه.


(١) قوله [فقدتك الخ] نسبه المؤلف في مادة شعع لقيس بن ذريح لا لابن معاذ.