لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 68 - الجزء 8

  لا خَرِعَ العظْمِ ولا مُوَصَّما

  وقال أَبو عمرو: الخَرِيعُ الضعيف.

  قال الأَصمعي: وكلّ نَبْتٍ ضعيفٍ يتثنى خِرْوَعٌ أَيَّ نَبت كان؛ قال الشاعر:

  تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنّه ... تعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر

  ولم يجئ على وزن خِرْوَعٍ إِلَّا عِتْوَدٌ، وهو اسم وادٍ، ولهذا قيل للمرأَة الليِّنةِ الحسْناء: خَرِيعٌ، وكذلك يقال للمرأَة الشابّة الناعمة اللينة.

  وتَخَرَّع وانخرَع: استرْخَى وضَعُفَ ولان، وضَعُف الخوّار.

  والخَرَعُ: لينُ المَفاصِل.

  وشَفة خَرِيعٌ: ليّنةٌ.

  ويقال لِمِشْفَرِ البعير إِذا تدلَّى: خَرِيعٌ؛ قال الطرمّاح:

  خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحِي ... كأَخْلاقِ الغَرِيفةِ ذي غُضونِ⁣(⁣١)

  وانخَرَعَت كَتِفُه: لغة في انْخَلَعَت.

  وانْخَرَعَت أَعضاء البعير وتخرَّعت: زالت عن موضعها؛ قال العجاج:

  ومَن هَمَزْنا عِزَّه تخرَّعا

  وفي حديث يحيى بن كثير أَنه قال: لا يُجزئ في الصدقة الخَرِعُ، وهو الفَصِيل الضعيف، وقيل: هو الصغير الذي يَرْضَع.

  وكلُّ ضعيف خرِعٌ.

  وانخرع الرجل: ضعف وانكسر، وانخرَعْتُ له: لِنْتُ.

  وفي حديث أَبي سعيد الخدري: لو سمع أَحدكم ضَغْطةَ القبر لخَرِعَ أَو لَجَزِعَ.

  قال ابن الأَثير: أَي دَهِشَ وضعُف وانكسر.

  والخَرَعُ: الدَّهَشُ، وقد خَرِعَ خَرَعاً أَي دَهِشَ.

  وفي حديث أَبي طالب: لولا أَنَّ قريشاً تقول أَدركه الخَرَعُ لقلتها، ويروى بالجيم والزاي، وهو الخَوْف.

  قال ثعلب: إِنما هو الخَرَعُ، بالخاء والراء.

  والخَرِيعُ: الغُصْن في بعض اللغات لنَعمَتِه وتَثَنِّيه.

  وغُصْنٌ خَرِعٌ: لَيِّنٌ ناعِمٌ؛ قال الراعي يذكر ماء:

  مُعانِقاً ساقَ رَيّا ساقُها خَرِع

  والخَرِيعُ من النساء: الناعمةُ، والجمع خُورعٌ وخَرائعُ؛ حكاهما ابن الأَعرابي.

  وقيل: الخَرِيعُ والخَرِيعةُ المتكسرة التي لا تَرُدّ يدَ لامِس كأَنها تَتخَرَّع له؛ قال يصف راحلته:

  تَمْشِي أَمامَ العِيسِ، وهي فيها ... مَشْيَ الخَرِيعِ تركَتْ بَنِيها

  وكلُّ سرِيع الانكِسارِ خَرِيعٌ.

  وقيل: الخَرِيعُ الناعمةُ مع فُجور، وقيل: الفاجِرةُ من النساء، وقد ذهب بعضهم بالمرأَة الخَرِيع إِلى الفُجور؛ قال الراجز:

  إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه ... يَؤُرُّها فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمه

  وقال كثير:

  وفيهنَّ أَشْباه المَها رَعَتِ المَلا ... نَواعمُ بِيضٌ في الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ

  وإِنما نفى عنها المَقابِحَ لا المَحاسِن أَراد غير فواجِرَ وأَنكر الأَصمعي أَن تكون الفاجِرةَ، وقال: هي التي تَثنَّى من اللِّين؛ وأَنشد لعُتَيْبةَ بن مِرْداس في صفة مِشْفر بعير:


(١) قوله [ذي غضون] كذا في الأصل والصحاح أَيضا في عدة مواضع، وقال شارح القاموس في مادة غرف: قال الصاغاني كذا وقع في النسخ ذي غضون، والرواية ذا غضون منصوب بما قبله.