لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 392 - الجزء 1

  وكان ذلك على ذَنَبِ الدَّهرِ أَي في آخِره.

  وذِنابة العين، وذِنابها، وذَنَبُها: مؤَخَّرُها.

  وذُنابة النَّعْل: أَنْفُها.

  ووَلَّى الخَمْسِين ذَنَباً: جاوزَها؛ قال ابن الأَعرابي: قلتُ للكِلابِيِّ: كم أَتَى عَليْك؟ فقال: قد وَلَّتْ ليَ الخَمْسون ذَنَبَها؛ هذه حكاية ابن الأَعرابي، والأَوَّل حكاية يعقوب.

  والذَّنُوبُ: لَحْمُ المَتْنِ، وقيل: هو مينْقَطَعُ المَتْنِ، وأَوَّلُه، وأَسفلُه؛ وقيل: الأَلْيَةُ والمآكمُ؛ قال الأَعشى:

  وارْتَجَّ، منها، ذَنُوبُ المَتْنِ، والكَفَلُ

  والذَّنُوبانِ: المَتْنانِ من ههنا وههنا.

  والذَّنُوب: الحَظُّ والنَّصيبُ؛ قال أَبو ذؤيب:

  لَعَمْرُك، والمَنايا غالِباتٌ ... لكلِّ بَني أَبٍ منها ذَنُوبُ

  والجمع أَذنِبَةٌ، وذَنَائِبُ، وذِنابٌ.

  والذَّنُوبُ: الدَّلْو فيها ماءٌ؛ وقيل: الذَّنُوب: الدَّلْو التي يكون الماءُ دون مِلْئِها، أَو قريبٌ منه؛ وقيل: هي الدَّلْو الملأَى.

  قال: ولا يقال لها وهي فارغة، ذَنُوبٌ؛ وقيل: هي الدَّلْوُ ما كانت؛ كلُّ ذلك مذَكَّر عند اللحياني.

  وفي حديث بَوْل الأَعْرابيّ في المسجد: فأَمَر بذَنوبٍ من ماءٍ، فأُهرِيقَ عليه؛ قيل: هي الدَّلْو العظيمة؛ وقيل: لا تُسَمَّى ذَنُوباً حتى يكون فيها ماءٌ؛ وقيل: إِنَّ الذَّنُوبَ تُذكَّر وتؤَنَّث، والجمع في أَدْنى العَدد أَذْنِبة، والكثيرُ ذَنائبُ كَقلوصٍ وقَلائصَ؛ وقول أَبي ذؤيب:

  فكُنْتُ ذَنُوبَ البئرِ، لمَّا تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبِلْتُ أَكْفاني، ووُسِّدْتُ ساعِدِي

  استعارَ الذَّنُوبَ للقَبْر حين جَعَله بئراً، وقد اسْتَعْمَلَها أُمَيَّة بنُ أَبي عائذٍ الهذليُّ في السَّيْر، فقال يصفُ حماراً:

  إِذا ما انْتَحَيْنَ ذَنُوبَ الحِضار ... جاشَ خَسِيفٌ، فَريغُ السِّجال

  يقول: إِذا جاءَ هذا الحِمارُ بذَنُوبٍ من عَدْوٍ، جاءت الأُتُنُ بخَسِيفٍ.

  التهذيب: والذَّنُوبُ في كلامِ العرب على وُجوه، مِن ذلك قوله تعالى: فإِنَّ للذين ظَلَموا ذَنُوباً مثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهم.

  وقال الفَرَّاءُ: الذَّنُوبُ في كلامِ العرب: الدَّلْوُ العظِيمَةُ، ولكِنَّ العربَ تَذْهَبُ به إِلى النَّصيب والحَظِّ، وبذلك فسّر قوله تعالى: فإِنَّ للذين ظَلَموا، أَي أَشرَكُوا، ذَنُوباً مثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهِم أَي حَظَّاً من العذابِ كما نزلَ بالذين من قبلِهِم؛ وأَنشد الفرَّاءُ:

  لَها ذَنُوبٌ، ولَكُم ذَنُوبُ ... فإِنْ أَبَيْتُم، فَلَنا القَلِيبُ

  وذِنابةُ الطَّريقِ: وجهُه، حكاه ابن الأَعرابي.

  قال وقال أَبو الجَرّاح لرَجُلٍ: إِنك لم تُرْشَدْ ذِنابةَ الطَّريق، يعني وجهَه.

  وفي الحديث: مَنْ ماتَ على ذُنابَى طريقٍ، فهو من أَهلِه، يعني على قصْدِ طَريقٍ؛ وأَصلُ الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ.

  والذَّنَبانُ: نَبْتٌ معروفٌ، وبعضُ العرب يُسمِّيه ذَنَب الثَّعْلَب؛ وقيل: الذَّنَبانُ، بالتَّحريكِ، نِبْتَة ذاتُ أَفنانٍ طِوالٍ، غُبَيْراء الوَرَقِ، تنبت في السَّهْل على الأَرض، لا ترتَفِعُ، تُحْمَدُ في المَرْعى، ولا تَنْبُت إِلا في عامٍ خَصيبٍ؛ وقيل: هي عُشْبَةٌ لها سُنْبُلٌ في أَطْرافِها، كأَنه سُنْبُل