لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 71 - الجزء 8

  والمُخَزَّعُ: الكثير الاختلاف في أَخلاقه؛ قال ثعلبة ابن أَوس الكلابي:

  قد راهَقَت بِنْتِيَ أَن تَرَعْرَعا ... إِنْ تُشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَزَّعا

  (⁣١) خَراعةً مني ودِيناً أَخْضَعا ... لا تَصْلُحُ الخَوْدُ عليهنَّ مَعا

  وفي الحديث: أَن كعب بن الأَشرف عاهَد النبي، ، أَن لا يُقاتِلَه ولا يُعِينَ عليه ثم غدَرَ فخزَعَ منه هِجاؤه له فأَمر بقتله؛ الخَزْعُ: القَطْع، وخَزَع منه كقولك نالَ منه ووضع منه؛ قال ابن الأَثير: والهاء في منه للنبي، ، ويجوز أَن تكون لكعب ويكون المعنى أَن هِجاءَه إِياه قطَع منه عَهْدَه وذِمَّته.

  خشع: خَشَع يَخْشَعُ خُشوعاً واخْتَشَع وتَخَشَّعَ: رمى ببصره نحو الأَرض وغَضَّه وخفَضَ صوته.

  وقوم خُشَّع: مُتَخَشِّعُون.

  وخشَع بصرُه: انكسر، ولا يقال اخْتَشع؛ قال ذو الرمة:

  تَجَلَّى السُّرى عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه ... صَفِيحةُ سَيْفٍ، طَرْفُه غيرُ خاشِع

  واخْتشعَ إِذا طأْطأَ صَدْرَه وتواضع، وقيل: الخُشوع قريب من الخُضوع إِلا أَنّ الخُضوع في البدن، وهو الإِقْرار بالاستِخْذاء، والخُشوعَ في البدَن والصوْت والبصر كقوله تعالى: خاشِعةً أَبصارُهم؛ وخَشَعتِ الأَصواتُ للرحمن، وقرئ: خاشِعاً أَبصارُهم؛ قال الزجاج: نصب خاشعاً على الحال، المعنى يخرجون من الأَجْداث خُشَّعاً، قال: ومَن قرأَ خاشِعاً فعلى أَنّ لك في أَسماء الفاعلين إِذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو خاشِعاً أَبصارُهم، ولك التوحيدُ والتأْنِيثُ لتأْنِيث الجَماعةِ كقولك خاشعةً أَبصارهم، قال: ولك الجمع خُشَّعاً أَبصارُهم، تقول: مررتُ بشُبّان حَسَنٍ أَوْجُهُهم وحِسانٍ أَوجُههم وحسَنةٍ أَوجهُهم؛ وأَنشد:

  وشَبابٍ حَسَنٍ أَوجُهُهُم ... منْ إِيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ

  وقوله: وخشَعتِ الأَصوات للرحمن؛ أَي سكنت، وكلُّ ساكنٍ خاضعٍ خاشعٌ.

  وفي حديث جابر: أَنه، ، أَقبل علينا فقال: أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ الله عنه؟ قال: فخَشَعْنا أَي خَشِينا وخضَعْنا؛ قال ابن الأَثير: والخُشوع في الصوت والبصَر كالخُضوع في البدَن.

  قال: وهكذا جاء في كتاب أَبي موسى، والذي جاء في كتاب مسلم فجَشِعْنا، بالجيم، وشرحه الحميدي في غريبه فقال: الجَشَعُ الفَزَعُ والخَوْفُ.

  والتخشُّع: نحو التضرُّعِ.

  والخشُوعُ: الخضُوعُ.

  والخاشع: الراكع في بعض اللغات.

  والتخشُّعُ: تَكلُّف الخُشوع.

  والتخشُّعُ لله: الإِخْباتُ والتذلُّلُ.

  والخُشْعةُ: قُفٌّ غَلبت عليه السُّهولةُ.

  والخُشْعةُ، مثال الصُّبْرة: أَكَمةٌ مُتواضِعةٌ.

  وفي الحديث: كانت الكعبة خُشْعةً على الماء فَدُحِيَت الأَرضُ من تَحْتِها؛ قال ابن الأَثير: الخُشْعةُ أَكَمةٌ لاطِئةٌ بالأَرض، والجمع خُشَعٌ، وقيل: هو ما غَلَبت عليه السُّهولة أَي ليس بحجر ولا طين، ويروى خَشَفة، بالخاء والفاء، والعرب تقول للجَثَمة اللاطئة بالأَرض هي الخُشْعة، وجمعها خُشَعٌ؛ وقال أَبو زبيد⁣(⁣٢):


(١) ورد هذا البيت في مادة [خرع] وفيه مُخرَّعاً بدل مُخزَّعا.

(٢) قوله [وقال أبو زبيد] أي يصف صروف الدهر، وقوله الاوداة يريد الأودية فقلب، أفاده شرح القاموس.