لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 74 - الجزء 8

  فاخْتَضَعَتْ وخَضَعَتْ؛ قال ذو الرمة:

  يظَلُّ مُخْتَضِعاً يبدو فتُنْكِرُه ... حالاً، ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ⁣(⁣١)

  مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس.

  والسطُوعُ: الانْتصاب، ومنه قيل للرجل الأَعْنقِ: أَسْطَعُ.

  ومَنْكِب خاضِع وأَخضع: مطمئن.

  ونعام خواضِعُ: مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض في مراعيها، وظليم أَخضَع، وكذلك الظَّباء؛ قال:

  تَوَهَّمْتها يوماً، فقُلت لصاحِبي ... وليس بها إِلَّا الظِّباء الخَواضِعُ

  وقوم خُضُعُ الرّقاب: جمع خَضُوعٍ أَي خاضِع؛ قال الفرزدق:

  وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ، رأَيْتَهم ... خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ

  وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه: حَناه.

  وخَضَع هو وأَخْضَع أَي انحَنى.

  والأَخْضَع من الرجال: الذي فيه جَنَأٌ، وقد خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ، وفي حديث الزبير: أَنه كان أَخْضَع أَي فيه انحِناء.

  ورجل خُضَعةٌ إِذا كان يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم.

  ورجل خُضَعةٌ، مثال هُمَزة: يخْضَعُ لكل أَحد.

  وخَضَع النجمُ أَي مال للمَغيب.

  ونبات خَضِعٌ: مُتَثنٍّ من النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قال ابن سيده: وهو عندي على النسَب لأَنه لا فِعْلَ له يَصْلُح أَن يكون خَضِعٌ محمولاً عليه؛ ومنه قول أَبي فَقْعس يصف الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كذا حكاه ابن جني مضع، بالعين المهملة؛ قال: أَراد مَضِغٌ فأَبدل العين مكان الغين للسجع، أَلا ترى أَن قبله خَضِع وبعده رَتِع؟ أَبو عمرو: الخُضَعة من النخل التي تَنْبُت من النواة، لغة بني حنيفة، والجمع الخُضَعُ.

  والخَضَعةُ: السياط لانصِبابها على مَن تَقَع عليه، وقيل: الخَضْعةُ والخَضَعة السيوف، قال: ويقال للسيوف خَضْعة، وهي صوت وقْعها.

  وقولهم: سمعت للسياط خَضْعةً وللسيوف بَضْعة؛ فالخضْعةُ وقع السياط، والبَضْعُ القَطْع.

  قال ابن بري: وقيل الخَضْعة أَصوات السيوف، والبَضْعةُ أَصوات السياط؛ وقد جاء في الشعر محركاً كما قال:

  أَرْبعةٌ وأَرْبَعه ... اجْتَمَعا بالبَلْقَعَه،

  لمالِكِ بنِ بَرْذعه ... وللسيوفِ خَضَعَه،

  وللسِّياطِ بَضَعَه

  والخَيْضَعةُ: المعركةُ، وقيل غُبارها، وقيل اختلاط الأَصوات فيها؛ الأَوَّل عن كراع، قال: لأَن الكُماة يَخْضع بعضها لبعض.

  والخَيضَعةُ: حيث يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لبعض.

  والخَيْضَعةُ: صوت القتال.

  والخيضعة: البيضة؛ فأَما قول لبيد:

  نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَه ... ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَه،

  المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَه ... الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَه

  فقيل: أَراد البيضة، وقيل: أَراد الْتِفافَ الأَصوات في الحرب، وقيل: أَراد الخَضَعةَ من السيوف فزاد الياء هَرَباً من الطَّيِّ، ويقال لبيضة الحرب الخَيْضَعة


(١) قوله [يظل] سيأتي في سطع فظل.