لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 86 - الجزء 8

  الأَزهري: قرأْت بخط شمر للطرماح:

  لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً ... شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ

  قال: الطَّخْفُ اللبن الحامِضُ.

  واللَّدْمُ: اللَّعْقُ.

  والدَّعاعُ: عِيالُ الرجلِ الصغار.

  ويقال: أَدَعَّ الرجل إِذا كثر دَعاعُه؛ قال: وقرأْت أَيضاً بخطه في قصيدة أُخرى:

  أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَثَّ ... ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ

  قال: الدُّعاعُ في هذا البيت حب شجرة بريَّة، وكذلك الفَثُّ.

  والأَتانُ: صخرة.

  وقال الليث: الدُّعاعةُ حبة سوداء يأْكلها فقراء البادية إِذا أَجدبوا.

  وقال أَبو حنيفة: الدُّعاعُ بقلة يخرج فيها حب تَسَطَّحُ على الأَرض تَسَطُّحاً لا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا يَبست جمع الناس يابسها ثم دَقُّوه ثم ذَرُّوه ثم استخرجوا منه حبّاً أَسود يملؤون منه الغَرائر.

  والدُّعاعةُ: نملة سوداء ذات جناحين شبهت بتلك الحبة، والجمع الدُّعاع.

  ورجل دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قال أَبو منصور: هما حبتان بريتان إِذا جاع البدويّ في القَحط دقَّهما وعجنهما واختبزهما وأَكلهما.

  وفي حديث قُس: ذات دَعادِعَ وزَعازِعَ؛ الدَّعادِعُ: جمع دَعْدَعٍ وهي الأَرض الجَرْداء التي لا نبات بها؛ وروي عن المُؤرّج بيت طرفة بالدال المهملة:

  وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ ... في دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُه

  وفسر الدُّعاع ما بين النخلتين، وكذا وجد بخط شمر بالدال، رواية عن ابن الأَعرابي، قال: والدُّعاعُ متفرّق النخل، والدُّعاع النخل المتفرّق.

  وقال أَبو عبيدة: ما بين النخلة إِلى النخلة دُعاعٌ.

  قال الأَزهري: ورواه بعضهم ذُعاع النخل، بالذال المعجمة، أَي في مُتفرقه من ذَعْذَعْت الشيء إِذا فرّقته.

  ودَعْدَع الشيءَ: حركه حتى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال والجُوالِق ليَسَعَ الشيء وهو الدَّعْدعةُ؛ قال لبيد:

  المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَه

  أَي المَمْلوءة.

  ودَعْدَعَها: ملأَها من الثريد واللحم.

  ودَعْدَعْتُ الشيءَ: ملأَته.

  ودَعْدَع السيلُ الوادي: مَلأَه؛ قال لبيد يصف ماءيْن التقيا من السَّيْل:

  فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كما ... دَعْدَع ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا

  الرَّكاء: وادٍ معروف، وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: سُرَّة الرِّكاء، بالكسر.

  ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأَتْه، وكذلك الناقة.

  ودَعْ دَعْ: كلمة يُدْعى بها للعاثِرِ في معنى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ كما يقال له لَعاً؛ قال:

  لَحَى الله قَوْماً لم يَقُولوا لعاثِرٍ ... ولا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا

  قال أَبو منصور: أَراه جعل لَعاً ودَعْدَعا دُعاء له بالانتعاش، وجعله في البيت اسماً كالكلمة وأَعربه.

  ودَعْدَعَ بالعاثر: قالها له، وهي الدَّعْدَعةُ؛ وقال أَبو سعيد: معناه دَعِ العِثارَ؛ ومنه قول رؤبة:

  وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... له، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ: لَعا