[فصل الراء]
  ورَيَعاناً وأَراعَ ورَيَّعَ، كلُّ ذلك: زَكا وزاد، وقيل: هي الزيادة في الدقيق والخُبز.
  وأَراعَه ورَيَّعَه.
  وراعَتِ الحِنْطةُ وأَراعَتْ أَي زَكَتْ.
  قال الأَزهري: أَراعت زكت، قال: وبعضهم يقول راعتْ، وهو قليل.
  ويقال: طعام كثير الرَّيْعِ.
  وأَرض مَرِيعة، بفتح الميم، أَي مُخْصِبة.
  وقال أَبو حنيفة: أَراعتِ الشجرة كثر حَملها، قال: وراعَت لغة قليلة.
  وأَراعَت الإِبلُ: كثر ولدها.
  وراعَ الطحينُ: زاد وكثر رَيْعاً.
  وكلُّ زِيادة رَيْعٌ.
  وراعَ الطعامُ وأَراعَ أَي صارت له زيادة في العَجْن والخَبز.
  وفي حديث عمر: امْلِكوا العَجِين فإِنه أَحد الريعين، قال: هو من الزيادة والنّماء على الأَصل؛ يريد زيادةَ الدقيق عند الطَّحْن وفضلَه على كَيْل الحِنطة وعند الخَبز على الدقيق، والمَلْكُ والإِمْلاك إِحكام العجين وإِجادَتُه، وقيل: معنى حديث عمر أَي أَنْعِمُوا عَجْنه فإِنّ إِنعامَكم إِيّاه أَحدُ الرَّيْعَيْن.
  وفي حديث ابن عباس، ®، في كفّارة اليَمين: لكل مِسكين مُدُّ حِنْطة رَيْعُه إِدامُه أَي لا يلزمه مع المدِّ إِدام، وإِنّ الزيادة التي تحصل من دقيق المدّ إِذا طحنه يشتري بها الإِدام.
  وفي النوادر: راعَ في يدي كذا وكذا وراقَ مثله أَي زاد.
  وتَرَيَّعَت يده بالجُود.
  فاضَت.
  ورَيْعُ البَذْرِ: فَضْلُ ما يخرج من البِزْر على أَصله.
  ورَيْعُ الدِّرْع: فضل كُمَّيْها على أَطراف الأَنامل؛ قال قيس بن الخَطِيم:
  مُضاعفة يَغْشى الأَنامِلَ رَيْعُها؛ ... كأَنَّ قَتِيرها عُيونُ الجَنادِبِ
  والرَّيْعُ: العَوْدُ والرُّجوع.
  راعَ يَريع وراه يَريه أَي رجَع.
  تقول: راعَ الشيءُ رَيْعاً رجَع وعادَ، وراعَ كَرُدَّ؛ أَنشَد ثعلب:
  حتى إِذا ما فاء من أَحْلامها ... وراعَ بَرْدُ الماء في أَجْرامِها
  وقال البَعِيث:
  طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما ... تُضَرِّبُ أَعْناقَ الرِّجال المَطامِع
  وفي حديث جرير: وماؤنا يَرِيعُ أَي يعود ويرجع.
  والرَّيع: مصدر راع عليه القَيْءُ يَرِيع أَي رجع وعاد إِلى جَوْفه.
  وليس له رَيْع أَي مَرْجوع.
  ومثل الحسن البصري عن القيْء يَذْرَعُ الصائم هل يُفْطِر، فقال: هل راع منه شيء؟ فقال السائل: ما أَدري ما تقول، فقال: هل عاد منه شيء؟ وفي رواية: فقال إِن راعَ منه شيء إِلى جَوْفه فقد أَفطر أَي إِن رجَع وعاد.
  وكذلك كلُّ شيء رجَع إِليك، فقد راعَ يرِيع؛ قال طَرَفةُ:
  تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي ... بذي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكْلَفَ مُلْبِد
  وتَرَيَّع الماءُ: جرى.
  وتَرَيَّع الوَدَكُ والزيتُ والسمْنُ إِذا جعلته في الطعام وأَكثرت منه فَتَميَّعَ ههنا وههنا لا يستقيم له وجه؛ قال مُزَرِّد:
  ولَمَّا غَدَتْ أُمِّي تُحَيِّي بَناتِها ... أَغَرْتُ على العِكْمِ الذي كان يُمْنَعُ
  خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْن عَجْوةً ... إِلى صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَه يَتَرَيَّعُ
  ودَبَّلْت أَمثال الاكار كأَنَّها ... رؤُوس نِقادٍ، قُطِّعَتْ يومَ تُجْمَعُ
  (١)
(١) قوله [الاكار] كذا بالأَصل وسيأتي للمؤلف إنشاده في مادة دبل الأَثافي.