[فصل الصاد المهملة]
  بيت قبله وهو:
  مِثْل عَيْرِ الفَلاة شاخَس فاه ... طُولُ شِرْسِ اللَّطَى، وطُولُ العَضاضِ
  ويقال للحمار الوَحْشِيّ: صُنْتُعٌ.
  وفرس صُنْتُعٌ: قَويّ شديد الخَلْقِ نَشِيطٌ عن الحامض؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
  ناهَبْتُها القَوْمَ على صُنْتُعٍ ... أَجْرَدَ، كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ
  وقال أَبو دوادٍ:
  فَلَقَدْ أَغْتَدي يُدافِعُ رَأْيي ... صُنْتُعُ الخَلْقِ أَيِّدُ القَصَراتِ
  والصُّنْتُعُ عند أَهل اليمن: الذِّئْبُ؛ عن كراع.
  صوع: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه والراعي ماشيته يَصُوعُ: جاءهم من نَواحِيهِمْ، وفي بعض العبارة: حازَهُم من نَواحيهم؛ حكى ذلك الأَزهري عن الليث وقال: غَلِط الليث فيما فسّر، ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي يَحْمِلُ عليهم فَيُفَرِّق جمعهم، قال: وكذلك الرّاعي يَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها في المَرْعَى، قال: والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ في الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سفادها أَي فَرَّقَها.
  والرجلُ يَصُوعُ الإِبل، والتيْسُ يصوعُ المَعَزَ، وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً: فرّقها؛ قال أَوْسُ بن حَجَر:
  يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ ... له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ
  قال ابن بري: البيت للمعلى بن جمال العبدي، وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كذلك، وعمّ به بعضهم فقال: صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ وصَوَّعَه: فَرَّقه.
  والتَّصَوُّعُ: التفرّق؛ قال ذو الرمة:
  عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل ... تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ
  وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً: تَفَرَّقُوا.
  وتَصَوَّعَ الشعر: تَفَرَّقَ.
  وصاعَ القومُ: حَمَل بعضُهم على بعض؛ كلاهما عن اللحياني.
  وصاعَ الشيءَ صَوْعاً: ثَناه ولواه.
  وانْصاعَ القومُ: ذَهَبُوا سِراعاً.
  وانْصاعَ أَي انْفَتَلَ راجعاً ومَرَّ مُسْرِعاً.
  والمُنْصاعُ: المُعَرّدُ والناكِصُ؛ قال ذو الرمة:
  فانْصاعَ جامِبه الوَحْشِيُّ، وانْكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ
  وفي حديث الأَعرابي: فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً؛ وقول رؤبة:
  فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا(١)
  عاقَبَ بالياء والأَصل الواو، ويروى: الأَصْوعا؛ قال الأَزهري: لو ردّ إِلى الواو لقال الأَصْوعا.
  وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن: هَيّأَه لنَدْفِه، والصاعةُ: اسم موضع ذلك؛ قال ابن شميل: ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِيمٍ كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف عليه، وقال الليث: إِذا هَيَّأَتِ المرأَةُ لندف القطن موضعاً يقال: صَوَّعَتْ موضعاً، والصاعةُ: البقعة الجَرْداءُ ليس فيها شيء، قال: والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حجارتها ويَكْرُو فيها بكُرَته فتلك البقعة هي الصاعةُ، وبعضهم يقول الصاعُ، والصاعُ المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة، وقيل: مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه المُطِيفةِ به؛ قال المسيِّب بن علس:
(١) قوله [النجاء] كذا بالأَصل، وسيأتي في صنع: يكسوها الغبار.