لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 214 - الجزء 8

  بيت قبله وهو:

  مِثْل عَيْرِ الفَلاة شاخَس فاه ... طُولُ شِرْسِ اللَّطَى، وطُولُ العَضاضِ

  ويقال للحمار الوَحْشِيّ: صُنْتُعٌ.

  وفرس صُنْتُعٌ: قَويّ شديد الخَلْقِ نَشِيطٌ عن الحامض؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  ناهَبْتُها القَوْمَ على صُنْتُعٍ ... أَجْرَدَ، كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ

  وقال أَبو دوادٍ:

  فَلَقَدْ أَغْتَدي يُدافِعُ رَأْيي ... صُنْتُعُ الخَلْقِ أَيِّدُ القَصَراتِ

  والصُّنْتُعُ عند أَهل اليمن: الذِّئْبُ؛ عن كراع.

  صوع: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه والراعي ماشيته يَصُوعُ: جاءهم من نَواحِيهِمْ، وفي بعض العبارة: حازَهُم من نَواحيهم؛ حكى ذلك الأَزهري عن الليث وقال: غَلِط الليث فيما فسّر، ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي يَحْمِلُ عليهم فَيُفَرِّق جمعهم، قال: وكذلك الرّاعي يَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها في المَرْعَى، قال: والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ في الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سفادها أَي فَرَّقَها.

  والرجلُ يَصُوعُ الإِبل، والتيْسُ يصوعُ المَعَزَ، وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً: فرّقها؛ قال أَوْسُ بن حَجَر:

  يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ ... له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ

  قال ابن بري: البيت للمعلى بن جمال العبدي، وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كذلك، وعمّ به بعضهم فقال: صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ وصَوَّعَه: فَرَّقه.

  والتَّصَوُّعُ: التفرّق؛ قال ذو الرمة:

  عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل ... تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ

  وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً: تَفَرَّقُوا.

  وتَصَوَّعَ الشعر: تَفَرَّقَ.

  وصاعَ القومُ: حَمَل بعضُهم على بعض؛ كلاهما عن اللحياني.

  وصاعَ الشيءَ صَوْعاً: ثَناه ولواه.

  وانْصاعَ القومُ: ذَهَبُوا سِراعاً.

  وانْصاعَ أَي انْفَتَلَ راجعاً ومَرَّ مُسْرِعاً.

  والمُنْصاعُ: المُعَرّدُ والناكِصُ؛ قال ذو الرمة:

  فانْصاعَ جامِبه الوَحْشِيُّ، وانْكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ

  وفي حديث الأَعرابي: فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً؛ وقول رؤبة:

  فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا⁣(⁣١)

  عاقَبَ بالياء والأَصل الواو، ويروى: الأَصْوعا؛ قال الأَزهري: لو ردّ إِلى الواو لقال الأَصْوعا.

  وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن: هَيّأَه لنَدْفِه، والصاعةُ: اسم موضع ذلك؛ قال ابن شميل: ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِيمٍ كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف عليه، وقال الليث: إِذا هَيَّأَتِ المرأَةُ لندف القطن موضعاً يقال: صَوَّعَتْ موضعاً، والصاعةُ: البقعة الجَرْداءُ ليس فيها شيء، قال: والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حجارتها ويَكْرُو فيها بكُرَته فتلك البقعة هي الصاعةُ، وبعضهم يقول الصاعُ، والصاعُ المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة، وقيل: مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه المُطِيفةِ به؛ قال المسيِّب بن علس:


(١) قوله [النجاء] كذا بالأَصل، وسيأتي في صنع: يكسوها الغبار.