[فصل الضاد المعجمة]
  يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ؛ قال ابن المظفر: كانت هذه الطاء تاء في الأَصل ولكنه قبح عندهم أَن يقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء، وله نظائر هي مذكورة في مواضعها.
  واضْطَجَع: نام وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.
  وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ فأَما قول الراجز:
  لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَه ولا شِبَعْ ... مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ
  فإِنه أَراد قاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً، وهو شاذ، وقد روي: فاضْطَجَع، ويروى: فاطَّجَعَ، على إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها في الطاء، ويروى أَيضاً: فاضّجع، بتشديد الضاد، أَدغم الضاد في التاء فجعلهما ضاداً شديدة على لغة من قال مُصَّبِر في مُصْطَبِر، وقيل: لا يقال اطَّجَعَ لأَنهم لا يدغمون الضاد في الطاء، وقال المازني: إِن بعض العرب يكره الجمع بين حرفين مطبقين فيقول الْطجع ويبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِليها وهو اللام، وهو نادر؛ قال الأَزهري: وربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا الضادَ لاماً، قال بعضهم: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل.
  وفي الحديث عن مجاهد أَنه قال: إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً؛ فسره ابن إِسحق الْطِراد، بإِظهار اللام، وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً، وهذا الحرف ذكره ابن الأَثير في حرف الضاد مع الطاء، واعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء وإِنما ذكره هنا لأَجل لفظه.
  وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ والرِّكْبة.
  ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
  وقد أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة: اضْطَجَعَ معه، وخصّص الأَزهري هنا فقال: ضاجَعَ الرجلُ جاريته إِذا نام معها في شِعار واحد، وهو ضَجِيعُها وهي ضَجِيعَتُه.
  والضَّجِيعُ: المُضاجِعُ، والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة؛ قال قيس بن ذَزيح:
  لَعَمْرِي، لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه ... من الناسِ، ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ
  وأَنشد ثعلب:
  كُلُّ النِّساءِ على الفراش ضَجِيعةٌ ... فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِيعا
  وضاجَعَه الهَمُّ على المثل: يَعْنون بذلك مُلازمَته إِياه؛ قال:
  فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى ... ولا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُه
  ويروى: مِثْلَ الفقر أَي مثل هَمّ الفقر.
  والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.
  والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله ø: تَتَجافى جُنُوبهم عن المَضاجِعِ؛ أَي تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.
  والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة؛ وقول الأَعشى يخاطب ابنته:
  فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا
  أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عليه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على