[فصل الفاء]
  وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:
  فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ
  شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ.
  وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه.
  وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ.
  يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم.
  وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ.
  قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ:
  فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي ... لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي
  إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:
  إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها ... ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد
  وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل: صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد.
  وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ.
  وحكى ابن بري عن أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار:
  فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا ... جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا
  قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛ وبعده:
  فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه ... مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا
  وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:
  إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني ... وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي
  قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ.
  وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت.
  قال ابن الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولي:
  فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي ... أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ(١)
  وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
  أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها
  وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ.
  وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ.
  ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.
  والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون، وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:
  كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه ... فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ
(١) قوله [سراً] تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.