لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 248 - الجزء 8

  وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:

  فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ

  شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ.

  وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه.

  وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ.

  يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم.

  وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ.

  قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ:

  فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي ... لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي

  إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:

  إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها ... ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد

  وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل: صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد.

  وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ.

  وحكى ابن بري عن أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار:

  فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا ... جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا

  قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛ وبعده:

  فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه ... مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا

  وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:

  إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني ... وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي

  قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ.

  وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت.

  قال ابن الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولي:

  فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي ... أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ⁣(⁣١)

  وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

  وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ.

  وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ.

  ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.

  والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون، وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:

  كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه ... فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ


(١) قوله [سراً] تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.