لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 249 - الجزء 8

  رئاس وحام: فحلانِ.

  وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ.

  تقول: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم.

  وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا.

  والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ.

  والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر:

  إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا ... كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ

  وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث: فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة.

  والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد:

  وشُبِّه الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقوام ... سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا

  أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله: واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية.

  ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ: الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال.

  والعَبامُ: الثَّقِيلُ.

  والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال:

  فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ ... مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ

  أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة.

  والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله، وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.

  وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم.

  وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛ قال حسان بن ثابت:

  وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه ... إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُه

  والفَرْعُ: الشعر التام.

  والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ الشعَر.

  وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.

  والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ.

  وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ.

  وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، ، أَفْرَعَ ذا جُمَّة.

  وفي حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُ فقال: الفُرعان، قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.

  وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت.

  والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.

  وأَفرَعَ به: نزل.

  وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.

  وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس.

  وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها