لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 299 - الجزء 8

  فتُدْخَلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ ... لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ

  قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ للفم.

  وأَقْنَعَ رأْسَه وعنقَه: رفعَه وشَخَصَ ببصره نحو الشيء لا يصْرِفُه عنه.

  وفي التنزيل: مُقْنِعي رُؤُوسِهم؛ المُقْنِعُ: الذي يَرْفَعُ رأْسه ينظر في ذلٍّ، والإِقْناعُ: رفع الرأْس والنظر في ذُلٍّ وخُشُوعٍ.

  وأَقْنَعَ فلان رأْسَه: وهو أَن يرفع بصره ووجهه إِلى ما حِيالَ رأْسِه من السماء.

  والمُقْنِعُ: الرافِعُ رأْسَه إِلى السماء؛ وقال رؤْبة يصف ثور وحش:

  أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا

  يعني عنُقَ الثوْرِ لأَن فيه كالانْتصابِ أَمامَه.

  والمُقْنِع رأْسَه: الذي قد رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى ما بين يديه.

  ويقال: أَقْنَعَ فلان الصبيّ فَقَبَّلَه، وذلك إِذا وضَعَ إِحْدى يديه على فَأْسِ قَفاه وجعل الأُخرى تحت ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه.

  وفي الحديث: كان إِذا ركَع لا يُصَوِّبُ رأْسَه ولا يُقْنِعُه أَي لا يَرْفَعُه حتى يكونَ أَعْلى من ظهرِه، وقد أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً.

  قال: والإِقْناعُ في الصلاةِ من تمامها.

  وأَقنع حَلقه وفمه: رفعه لاستيفاء ما يشربه من ماء أَو لبن أَو غيرهما؛ قال:

  يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها ... وحَلْقاً تَراه للثُّمالةِ مُقْنَعا

  والإِقْناعُ: أَن يُقْنِعَ رأْسَه إِلى الحَوْضِ للشرب، وهو مَدُّه رأْسَه.

  والمُقْنَعُ من الإِبل: الذي يرفع رأْسه خِلْقةً؛ وأَنشد:

  لِمُقْنَعٍ في رأْسِه حُحاشِر

  والإِقْناعُ: أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها في الماء وتَرْفَع من رأْسِها قليلاً إِلى الماء لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً.

  والمُقْنِعةُ من الشاءِ: المرتفِعةُ الضَّرْعِ ليس فيه تَصوُّبٌ، وقد قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ وهي مُقْنِعٌ.

  وفي الحديث: ناقة مُقْنِعةُ الضرْعِ، التي أَخْلافُها ترتفع إِلى بطنها.

  وأَقْنَعْتَ الإِناءَ في النهر: اسْتَقْبَلْتَ به جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ ما فيه؛ قال يصف الناقة:

  تُقْنِعُ للجَدْولِ منها جَدْولا

  شبَّه حلقها وفاها بالجدول تستقبل به جدولاً إِذا شربت.

  والرجل يُقْنِعُ الإِناءَ للماء الذي يسيل من شِعْبٍ، ويُقْنِعُ رأْسَه نحو الشيء إِذا أَقْبَلَ به إِليه لا يَصْرِفُه عنه.

  وقَنَعةُ الجبلِ والسنامِ: أعْلاهما، وكذلك قَمَعَتُهما.

  ويقال: قَنَعْتُ رأْس الجبل وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ: ما نَتَأَ من رأْس الجبل والإِنسان.

  وقَنَّعَه بالسيف والسوْطِ والعَصا: عَلاه به، وهو منه.

  والقَنُوعُ: بمنزلة الحَدُورِ من سَفْحِ الجبل، مؤنث.

  والقِنْعُ: ما بَقِيَ من الماء في قُرْبِ الجبل، والكاف لغة.

  والقِنْعُ: مُستَدارُ الرمل، وقيل: أَسْفَلُه وأَعْلاه، وقيل: القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بين رمال تُنْبِتُ الشجر، وقيل: هو خَفْضٌ من الأَرض له حَواجِبُ يَحْتقِنُ فيه الماءُ ويُعْشِبُ؛ قال ذو الرمة ووصف ظُعُناً:

  فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَقَتْ ... من العقْرَبِيّاتِ، والهُجيُوجُ الأَواخِرُ

  والجمع أَقْناعٌ.

  والقِنْعةُ من القِنْعانِ: ما جرَى بين