لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 315 - الجزء 8

  والمُكَنَّعُ: الذي قُطِعَتْ يداه؛ قال أَبو النجم:

  يَمْشِي كَمَشْي الأَهْدَإِ المُكَنَّعِ

  وقال رؤبة:

  مُكَعْبَرُ الأَنْساءِ أَو مُكَنَّعُ

  والأَكْنَعُ والكَنِعُ: الذي تَشَنَّجَت يدُه، والمُكَنَّعةُ: اليدُ الشَّلَّاءُ.

  وفي الحديث: أَن رسول الله، ، بعَث خالد بنَ الوَلِيدِ إِلى ذي الخَلَصةِ ليَهْدِمَها صَنمٌ يعبدونه، فقال له السادِنُ: لا تَفْعَلْ فإِنها مُكَنِّعَتُكَ؛ قال ابن الأَثير: أَي مُقَبِّضةٌ يديك ومُشِلَّتُهما؛ قال أَبو عبيد: الكانِعُ الذي تَقَبَّضَت يدُه ويَبِسَتْ، وأَراد الكافر بقوله إِنها مكنعتك أَي تُخَبِّلُ أَعضاءَك وتُيَبِّسُها.

  وفي حديث عمر: أَنه قال عن طلحةَ لما عُرِضَ عليه للخلافةِ: الأَكْنَعُ أَلا إِنّ فيه نَخْوةً وكِبراً؛ الأَكْنَعُ: الأَشَلُّ، وقد كانت يده أُصيبت يوم أُحد لما وَقَى بها رسولَ الله، ، فَشَلَّت.

  وكَنَّعه بالسيفِ: أَيْبَسَ جِلْدَه، وكَنَعَ يَكْنَعُ كَنْعاً وكُنُوعاً: تَقَبَّضَ وتَداخَلَ.

  ورجل كَنِيعٌ: مُتَقَبِّضٌ؛ قال جَحْدَرٌ وكان في سِجْن الحجاج:

  تأَوَّبني، فَبِتُّ لها كَنِيعاً ... هُمُومٌ، ما تُفارِقُني، حَواني

  ابن الأَعرابي قال: قال أَعرابي لا والذي أَكْنَعُ به أَي أَحْلِفُ به.

  وكَنَعَ النجمُ أَي مال للغُروبِ.

  وكَنَعَ الموتُ يَكْنَعُ كُنُوعاً: دنا وقَرُبَ؛ قال الأَحوص:

  يكون حِذارَ الموْتِ والموتُ كانِعُ

  وقال الشاعر:

  إِنِّي إِذا الموتُ كَنَعُ

  ويقال منه: تَكَنَّعَ واكْتَنَعَ فلان مني أَي دنا مني.

  وفي الحديث: أَن امرأَة جاءت تحمل صبيّاً به جنون فحَبَس رسول الله، ، الراحِلة ثم اكْتَنَعَ لها أَي دنا منها، وهو افْتَعَلَ من الكُنُوعِ.

  والتكَنُّع: التحصن.

  وكَنَعَتِ العُقابُ وأَكْنَعَت: جمعت جَناحَيْها للانْقِضاضِ وضَمَّتهما، فهي كانِعةٌ جانِحةٌ.

  وكَنَعَ المِسْكُ بالثوب: لَزِق به؛ قال النابغة:

  بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسكُ كانِعُ

  وقيل: أَراد تكاثُفَ المِسْكِ وتَراكُبَه، قال الأَزهري: ورواه بعضهم كانعُ، بالنون، وقال: معناه اللاصق بها، قال: ولست أَحُقُّه.

  وأَمرٌ أَكْنَعُ: ناقصٌ، وأُمور كُنْعٌ؛ ومنه قول الأَحنف بن قيس: كل أَمرٍ ذي بال لم يُبْدَأْ فيه بحمد الله فهو أَكْنَعُ أَي أَقْطَعُ، وقيل ناقص أَبْتَرُ.

  واكْتَنَعَ الشيءُ: حَضَرَ.

  والمُكْتَنِعُ: الحاضِرُ.

  واكْتَنَعَ الليلُ إِذا حَضَرَ ودنا؛ قال يزيد بن معاوية:

  آبَ هذا الليلُ واكْتَنَعا ... وأَمَرَّ النَّوْمُ وامْتَنَعا⁣(⁣١)

  واكْتَنَعَ عليه: عَطَفَ.

  والاكْتِناعُ: التَّعَطُّف.

  والكُنُوعُ: الطَمعُ؛ قال سِنانُ بنُ عَمْرو:

  خَمِيص الحَشا يَطْوِي على السَّغْبِ نفْسَه ... طَرُود لِحَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ


(١) قوله [آب الخ] في ياقوت:

آب هذا الهم فاكتنعا وأترَّ النوم فامتنعا