لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 326 - الجزء 8

  وقعنا في لُمْعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فيها من النصيّ، وتجمع لُمَعاً.

  وأَلْمَعَ البَلَدُ: كثر كَلَؤُه.

  ويقال: هذ بلاد قد أَلْمَعَتْ، وهي مُلْمِعةٌ، وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ.

  وفي حديث عمر: أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال: أَين تريد؟ قال: الشامَ، فقال: أَما إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بهم أَي تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ.

  واللَّمْعُ: الطرْحُ والرَّمْيُ.

  واللَّمّاعةُ: العُقابُ.

  وعُقابٌ لَمُوعٌ: سرِيعةُ الاختِطافِ.

  والتَمَعَ الشيءَ: اخْتَلَسَه.

  وأَلْمَعَ بالشيء: ذهَب به؛ قال متمم بن نويرة:

  وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا

  يعني ذهب بهما الدهرُ.

  ويقال: أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ معاً، فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة، قال أَبو عدنان: قال لي أَبو عبيدة يقال هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ؛ قال: وأَراد متمم بقوله:

  وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا

  أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف واللام.

  قال ابن بزرج: يقال لَمَعْتُ بالشيء وأَلْمَعْتُ به أَي سَرَقْتُه.

  ويقال: أَلْمَعَتْ بها الطريقُ فَلَمَعَتْ؛ وأَنشد:

  أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ ... لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ

  وأَلْمَعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب: ذهب به.

  والتُمِعَ لَوْنُه: ذهَب وتَغَيَّرَ، وحكى يعقوب في المبدل التَمَعَ.

  ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه: قد التُمِعَ لَونُه.

  وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة فقال: ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه؛ قال أَبو عبيدة: معناه يُخْتَلَسُ.

  وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا يرفَعْ بصَره إِلى السماء؛ يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ.

  يقال: أَلْمَعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة.

  ويقال: التَمَعْنا القومَ ذهبنا بهم.

  واللُّمْعةُ: الطائفةُ، وجمعها لُمَعٌ ولِماعٌ؛ قال القُطامِيّ:

  زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ ... أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِماعا

  والفَصِيلةُ: الفَخِذُ؛ قال أَبو عبيد: ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب، قال: واللُّمْعةُ في غير هذا الموضع الذي لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء.

  وفي الحديث: أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره؛ أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها الماء؛ وهي في الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ.

  وفي حديث دم الحيض: فرأَى به لُمْعةً من دَمٍ.

  واللَّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قال رؤبة:

  يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا ... أَوْهِيةً، لا يَبْتَغِينَ راقِعا

  قال شمر: ويقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه؛ وأَنشد:

  حتى إِذا عَنْ كان في التَّلَمُّسِ ... أَفْلَتَه الله بِشِقِّ الأَنْفُسِ،