لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 387 - الجزء 8

  وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك.

  وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى.

  وقال ابن مسعود في قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض.

  وقال قتادة في قوله ø: ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم.

  وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، :

  مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي ... مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

  المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.

  وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض.

  والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ، والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.

  والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه.

  والوَدْعُ: وثَنٌ.

  وذاتُ الوَدْعِ: وثَنٌ أَيضاً.

  وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، #، كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي:

  كَلَّا، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ ... فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا

  يريد سفينةَ نوح، #، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ هنالك.

  وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ.

  أَبو عمرو: الوَدِيعُ المَقْبُرةُ.

  والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛ وأَنشد:

  لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ... على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه

  وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ... غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُه

  قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً، فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.

  والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه.

  ولما دخل النبي، ، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن:

  طَلَعَ البَدْرُ علينا ... من ثَنيّاتِ الوداعِ،

  وجَبَ الشكْرُ علينا ... ما دَعا لله داعِ