[فصل الواو]
  وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك.
  وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى.
  وقال ابن مسعود في قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض.
  وقال قتادة في قوله ø: ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم.
  وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، ﷺ:
  مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي ... مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ
  المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.
  وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض.
  والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ، والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.
  والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه.
  والوَدْعُ: وثَنٌ.
  وذاتُ الوَدْعِ: وثَنٌ أَيضاً.
  وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، #، كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي:
  كَلَّا، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ ... فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا
  يريد سفينةَ نوح، #، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ هنالك.
  وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ.
  أَبو عمرو: الوَدِيعُ المَقْبُرةُ.
  والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛ وأَنشد:
  لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ... على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه
  وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ... غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُه
  قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً، فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.
  والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه.
  ولما دخل النبي، ﷺ، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن:
  طَلَعَ البَدْرُ علينا ... من ثَنيّاتِ الوداعِ،
  وجَبَ الشكْرُ علينا ... ما دَعا لله داعِ