لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 407 - الجزء 8

  وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي ... وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ

  هذا البيت رواه الأَصمعي: وفي البَجَلِيّ، فقال له أَعرابي كان بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ⁣(⁣١) يا شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيلةَ؟ والوَقِيعُ من السيوف: ما شُحِذَ بالحجر.

  وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ، يقال: قَعْ حَدِيدك؛ قال الشماخ:

  يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

  ووَقَعْتُ السِّكِّينَ: أَحْدَدْتُها.

  وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ.

  واسْتَوْقَعَ السيفُ: احتاجَ إِلى الشَّحْذِ.

  والمِيقَعةُ: ما وُقِعَ به السيف، وقيل: المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل.

  والتوْقِيعُ: إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده، ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ.

  والمِيقَعُ والمِيقَعةُ، كلاهما: المِطْرَقةُ.

  والوَقِيعةُ: كالمِيقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلة، والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل؛ قال الهذلي:

  رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ، بكَفِّه ... حدِيدٌ حدِيثٌ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي

  وقول الشاعر:

  دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ ... كأَنَ، على مَواقِعِه، غُبارا

  يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ؛ وأَنشد الجوهري لابن حِلِّزة:

  أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ ... تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ

  ويروى: بمنَاسِمٍ مُلْسِ.

  وفي حديث ابن عباس: نَزَل مع آدم، #، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ والكَلْتبانِ؛ قال: المِيقَعةُ المِطْرقةُ، والجمع المَواقِع، والميم زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم.

  والمِيقَعةُ: خشبة القَصّارِ التي يَدُقُّ عليها.

  يقال: سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة.

  وفي الحديث: ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة.

  والوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قال رؤبة:

  لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ

  والوَقِعُ: الذي يشتكي رجله من الحجارة، والحجارةُ الوَقَعُ.

  ووَقِعَ الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً، فهو وَقِعٌ: حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك واشتكى لحمَ قدميه، زاد الأَزهري: بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض والحجارة.

  وفي حديث أُبَيٍّ: قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ؛ هو بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها.

  يقال: وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً؛ ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ:

  يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ ... وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ،

  كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ

  قال الأَزهري: معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء قَدَرَ عليه، قال: ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ.

  ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على غِلظٍ،


(١) قوله [أخطأت الخ] في مادة بجل من الصحاح: وبجلة بطن من سليم والنسبة إليهم بجلي بالتسكين، ومنه قول عنترة: وفي البجلي الخ.