لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 28 - الجزء 9

  قوله مُنِيم أَي مُهْلِك، جعل الموت نوماً.

  ويقال هذا كقولهم ثَأْرٌ مُنيمٌ: قال ابن بري: جُعْفِيُّ مثل كُرسِيّ في لزوم الياء المشدَّدة في آخره، فإذا نسبت إليه قَدَّرْتَ حذفَ الياء المشددة وإلحاقَ ياء النسبِ مكانها، وقد جُمِع جَمْعَ رُومِيّ فقيل جُعْفٌ؛ قال الشاعر:

  جُعْفٌ بنَجْرانَ تَجُرُّ القَنا ... ليس بها جُعْفِيُّ بالمُشْرِعِ

  ولم يصرف جُعْفِيّ لأَنه أَراد بها القبيلة.

  جفف: جَفَّ الشيءِ يَجِفُّ ويَجَفُّ، بالفتح، جُفوفاً وجَفافاً: يَبِسَ، وتَجَفْجَفَ: جَفَّ وفيه بعضُ النَّداوةِ، وجَفَّفْتُه أَنا تَجْفِيفاً؛ وأَنشد أَبو الوفاء الأَعرابي:

  لمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً ... لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ

  فَكَبَّرَ راعِياها حين سَلَّى ... طَوِيلَ السَّمْكِ، صَحَّ من العُيُوبِ

  فقامَ على قَوائِمَ لَيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ

  والجَفافُ: ما جَفَّ من الشيء الذي تُجَفِّفُه.

  تقول: اعْزِل جَفافَه عن رَطْبِه.

  التهذيب: جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وكلهم يختار تَجِفُّ على تَجَفّ.

  والجَفِيفُ: ما يَبِسَ من أَحرار البقول، وقيل: هو ما ضَمَّت منه الريح.

  وقد جَفَّ الثوبُ وغيره يَجِفُّ، بالكسرِ، ويجَفُّ، بالفتح: لغة فيه حكاها ابن دريد⁣(⁣١) وردَّها الكسائي.

  وفي الحديث: جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف؛ يريد ما كتب في اللَّوْحِ المحفوظ من المَقادير والكائنات والفَراغِ منها، تشبيهاً بفَراغ الكاتب من كتابته ويُبْسِ قَلَمِه.

  وتَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه ندًى فإن يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قيل قد قَفَّ، وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطى فاء الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ.

  الجوهري: الجَفِيفُ ما يَبِس من النبت.

  قال الأَصمعي: يقال الإِبل فيما شاءت من جَفِيفٍ وقَفِيفٍ؛ وأنشد ابن بري لراجز:

  يُثْري به القَرْمَلَ والجَفِيفا ... وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا

  والجُفافةُ: ما يَنْتَثِر من القَتِّ والحَشِيشِ ونحوه.

  والجُفّ: غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ، وعمَّ به بعضهم فقال: هو وِعاء الطَّلع، وقيل: الجُفُّ قِيقاءة الطَّلع وهو الغِشاء الذي على الوَلِيعِ؛ وأَنشد الليث في صفة ثَغْر امرأَة:

  وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيعِ ... شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا

  الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقاةُ: الذين يَرْقَوْنَ على النخل: أَبو عمرو: جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطلع.

  وفي حديث سِحْر النبي، : طُبَّ النبي، ، فجعل سِحْره في جُفِّ طَلْعَةِ ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر؛ رواه ابن دريد بإضافة طلعة إلى ذكر أَو نحوه؛ قال أَبو عبيد: جُفُّ


(١) قوله [ابن دريد] بهامش الأصل صوابه: أبو زيد.