لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 33 - الجزء 9

  جَنَفاً؛ قال الأَغْلب العِجْلِيُّ:

  غِرٍّ جُنافيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ

  الجُنافيّ: الذي يَتَجانَفُ في مِشْيَتِه فيَخْتالُ فيها.

  وقال شمر: يقال رجل جُنافيٌّ، بضم الجيم، مُخْتال فيه ميْل؛ قال: ولم أَسمع جُنافِيّاً إلَّا في بيت الأَغلب، وقيده شمر بخطه بضم الجيم.

  وجَنِفَ عليه جَنَفاً وأَجْنَفَ: مالَ عليه في الحكم والخُصومةِ والقول وغيرها، وهو من ذلك.

  وفي التنزيل العزيز: فمَنْ خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إِثماً؛ قال الليث: الجَنَفُ المَيْلُ في الكلام وفي الأُمور كلها.

  تقول: جَنِفَ فلان علينا، بالكسر، وأَجْنَفَ في حكمه، وهو شبيه بالحَيْفِ إلا أَن الحَيفَ من الحاكم خاصّة والجنَف عامّ؛ قال الأَزهري: أَما قوله الحَيْفُ من الحاكم خاصة فخطأٌ؛ الحيف يكون من كل مَنْ حافَ أَي جارَ؛ ومنه قول بعض التابعين: يُرَدُّ من حَيْف النَّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَف المُوصِي، والناحِلُ إذا نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ، وليس بحاكم.

  وفي حديث عروة: يُرَدُّ من صدَقةِ الجانِف في مرضه ما يردّ من وصِيَّةِ المُجْنِف عند موته.

  يقال: جَنَفَ وأَجْنَفَ إذا مالَ وجارَ فجمع بين اللغتين، وقيل: الجانِفُ يختصّ بالوصية، والمُجْنِفُ المائل عن الحق؛ قال الزجاج: فمن خاف من مُوص جَنَفاً أَي ميْلاً أَو إثماً أَي قَصْداً لإِثْم؛ وقول أَبي العيال:

  أَلَّا دَرَأْتَ الخَصْمَ، حِينَ رَأَيْتَهُم ... جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ

  يجوز أَن يكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ، وأَن يكون على حذف المضاف كأَنه قال: ذوي جَنَف.

  وجَنِفَ عن طريقه وجَنَفَ وتجانَفَ: عَدَلَ، وتجانف إلى الشيء كذلك.

  وفي التنزيل: فمن اضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ مُتَجَانِفٍ لإِثم، أَي مُتَمايل مُتَعَمّد؛ وقال الأَعشى:

  تَجَانَفُ عن جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي ... وما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا

  وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مال.

  وفي حديث عمر، وقد أَفْطَر الناسُ في رَمضانَ ثم ظهرت الشمسُ فقال: نَقْضيه⁣(⁣١) ما تَجانَفْنا لإِثم أَي لم نَمِل فيه لارتكاب إثم.

  وقال أَبو سعيد: يقال لَجَّ في جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قبيح إذا لَجَّ في مُجانبةِ أَهله؛ وقول عامر الخَصَفيّ:

  هَمُ المَوْلى، وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا ... وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ

  قال أَبو عبيدة: المَوْلَى ههنا في موضع المَوالي أَي بني العَمّ كقوله تعالى: ثم يُخْرِجُكم طِفْلًا؛ قال ابن بري: وقال لبيد:

  إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ ... ضَيْمِي، وقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي

  ويقال: أَجْنَفَ الرجل أَي جاء بالجَنَف كما يقال أَتى أَي أَتى بما يُلامُ عليه، وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس؛ قال أَبو كبير:

  ولقد نُقِيمُ، إذا الخُصُومُ تَناقَدُوا ... أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ المُجْنِفِ

  ويروى: تَناقَدُوا.

  ورجل أَجْنَفُ أَي مُنْحَني


(١) قوله [نقضيه] كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا نقضيه، باثبات لا بين السطور بمداد أحمر، وبهامشها ما نصه: وفيه لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه ا ه.