لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 35 - الجزء 9

  في جوفه.

  وفي الحديث: في الجائفة ثُلُثُ الدِّيةِ؛ هي الطعنة التي تَنْفُذُ إلى الجوف.

  يقال: جُفْتُه إذا أَصَبْتَ جَوْفَه، وأَجَفْتُه الطَّعْنَة وجُفْتُه بها.

  قال ابن الأَثير: والمراد بالجوف ههنا كلُّ ما له قوة مُحِيلةٌ كالبَطْن والدِّماغ.

  وفي حديث حُذيْفَة: ما مِنَّا أَحَدٌ لو فُتِّشَ إلا فُتِّش عن جائفةٍ أَو مُنَقِّلةٍ؛ المُنَقِّلَةُ من الجراح: ما ينقل العظم عن موضعه، أَراد ليس أَحدٌ إلا وفيه عَيْب عظيم فاستعار الجائفةَ والمنقِّلةَ لذلك.

  والأَجْوَفانِ: البَطْنُ والفَرْجُ لاتِّساعِ أَجْوافِهما.

  أَبو عبيد في قوله في الحديث: لا تَنْسَوُا الجوْفَ وما وَعَى أَي ما يدخل فيه من الطعام والشراب، وقيل فيه قولان: قيل أَراد بالجوف البطن والفرج معاً كما قال إن أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكم الأَجْوفان، وقيل: أَراد بالجوْفِ القلب وما وَعى وحَفِظَ من مَعْرِفةِ اللَّه تعالى.

  وفرس أَجْوَفُ ومَجُوف ومُجَوَّفٌ: أَبيضُ الجوْفِ إلى منتهى الجنبين وسائرُ لونِه ما كان.

  ورجل أَجْوَفُ: واسع الجوْفِ؛ قال:

  حارِ بْنَ كَعْبٍ، أَلا الأَحْلامُ تَزْجُرُكم ... عَنّا، وأَنْتُمْ من الجُوفِ الجَماخِيرِ؟⁣(⁣١)

  وقول صخر الغَيّ:

  أَسالَ منَ الليلِ أَشْجانَه ... كأَنَّ ظَواهِرَه كُنَّ جُوفا

  يعني أَن الماء صادَفَ أَرضاً خَوَّارةً فاسْتَوْعَبَتْه فكأَنها جوفاء غير مُصْمَتةٍ.

  ورجل مَجوفٌ ومُجَوَّف: جَبانٌ لا قَلْبَ له كأَنه خالي الجوْفِ من الفُؤَادِ؛ ومنه قول حَسّان:

  أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي: ... فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواء

  أَي خالي الجوف من القلب.

  قال أَبو عبيدة: المَجُوف الرَّجُل الضخم⁣(⁣٢) الجوف؛ قال الأَعشى يصف ناقته:

  هِيَ الصَّاحِبُ الأَدْنى وبَيْني وبَيْنَها ... مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

  يعني هي الصاحِب الذي يَصْحَبُني.

  وأَجَفْتُ البابَ: رددْتُه؛ وأَنشد ابن بري:

  فَجِئنا من البابِ المُجافِ تَواتُراً ... وإنْ تَقعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ

  وفي حديث الحج: أَنه دخل البيت وأَجافَ البابَ أَي ردّه عليه.

  وفي الحديث: أَجِيفُوا أَبوابَكم أَي رُدُّوها.

  وجَوْفُ كل شيء: داخِلُه.

  قال سيبويه: الجَوفُ من الأَلفاظ التي لا تستعمل ظرفاً إلا بالحروف لأَنه صار مختصاً كاليد والرجل.

  والجَوْفُ من الأَرض: ما اتَّسع واطْمَأَنَّ فصار كالجوف؛ وقال ذو الرمة:

  مُوَلَّعةً خَنْساء ليسَتْ بنَعْجةٍ ... يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياه وقِيرُها

  وقول الشاعر:

  يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَمِيلُ هَيامُها

  من رواه يجتاف، بالفاء، فمعناه يدخل، يصف مطراً.

  والقالص: المُرْتفع.

  والمُتَنَبِّذ: المُتَنَحّي ناحيةً.


(١) قوله [ألا الأحلام] في الأساس: ألا أحلام.

(٢) قوله [الرجل الضخم] كذا في الأَصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح، وفي بعض آخر: الرحل، بالحاء، وعليه يجيء الشاهد.