لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 105 - الجزء 9

  وأَما قول الراجز:

  والنَّسْرُ قد يَنْهَضُ وهو دافي

  فعلى محوّل التضعيف فَخَفَّفَ، وإنما أَراد وهو دافِفٌ، فقَلب الفاء الأَخيرة ياء كراهيةَ التضعيف، وكَسَره على كَسْرة دافِفٍ، وحذف إحدى الفاءين.

  ودُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها وهي دَفادِفُها، الواحدة دَفْدَفَةٌ.

  والدَّفِيفُ: العَدْوُ.

  الصحاح: الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وهو السَّير اللَّيِّن؛ واستعاره ذو الرمة في الدَّبَران فقال يصف الثُرَيَّا:

  يَدِفُّ على آثارِها دَبَرانُها ... فلا هو مَسْبُوقٌ ولا هو يَلْحَقُ

  ودَفَّ الماشي: خَفَّ على وجه الأَرض؛ وقوله:

  إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا ... مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا

  إنما أراد تَدافُفاً فقلَبَ كما قدَّمْنا.

  والدَّافَّةُ والدفَّافةُ: القوم يُجْدِبُون فيُمْطَرُون، دَفُّوا يَدِفُّونَ.

  وقال: دَفَّتْ دافّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ من أَهلِ البادِيةِ قد أُقْحِمُوا.

  وقال ابن دريد: هي الجَماعةُ من الناس تُقْبِلُ من بلد إلى بلد.

  ويقال: دَفَّتْ علينا من بني فلان دافَّةٌ.

  وفي حديث عمر، ¥، أَنه قال لمالك بن أَوْس: يا مالِ، إنه دَفَّتْ علينا من قومك دافَّةٌ وقد أَمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقْسِمْه فيهم؛ قال أَبو عمرو: الدافَّةُ القوم يسيرون جماعةً، ليس بالشّديد⁣(⁣١).

  وفي حديث لُحُومِ الأَضاحي: إنما نَهَيْتُكم عنها من أَجلِ الدَّافَّةِ؛ هم قوم يَسِيرون جماعةً سَيْراً ليس بالشَّديد.

  يقال: هم قوم يَدِفُّونَ دَفِيفاً.

  والدافَّةُ: قوم من الأَعْراب يريدون المِصْر؛ يريد أَنهم قَدِمُوا المدينة عند الأَضحى فنهاهم عن ادِّخارِ لُحُوم اللأَضاحي ليُفَرِّقُوها ويَتَصَدَّقُوا بها فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بها.

  وفي حديث سالم: أَنه كان يَلي صَدَقةَ عمر، ¥، فإذا دَفَتْ دافَّةٌ من الأَعْراب وجَّهَها فيهم.

  وفي حديث الأَحنف قال لمعاوِيةَ: لولا عَزْمةُ أَمِيرِ المؤمنين لأَخبرته أَن دافّةً دفَّتْ.

  وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قال: يا رسولَ اللَّه، هل في الجنة إبل؟ فقال: نعم، إنَّ فيها النجائِبَ تَدِفُّ برُكْبانها أَي تسير بهم سَيْراً لَيِّناً، وفي الحديث الآخر: طَفِقَ القومُ يَدِفُّونَ حَوْلَه.

  والدَّافَّةُ: الجيش يَدِفُّون نحو العدوِّ أَي يَدِبُّون.

  وتَدافَّ القومُ إذا ركِبَ بعضهُم بعضاً.

  ودَفَّفَ على الجَريح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ عليه، وكذلك دافَّه مُدافَّةً ودِفافاً ودافاه؛ الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ.

  وفي حديث ابن مسعود: أَنه دافَّ أَبا جهل يوم بَدْرٍ أَي أَجْهَزَ عليه وحَرَّرَ قَتْلَه.

  يقال: دافَفْتُ عليه ودافَيْتُه ودَفَّفْت عليه تَدْفِيفاً، وفي رواية: أَقْعَصَ ابنا عفراء أَبا جهل ودفَّف عليه ابن مسعود، ويروى بالذال المعجمة بمعناه.

  وفي حديث خالد: أَنه أَسَرَ من بني جَذيمة قوماً فلما كان الليلُ نادى مناديه: أَلا من كان معه أَسير فليدافِّه، معناه ليجهزْ عليه.

  يقال: دافَفْتُ الرجل دِفافاً ومُدافَّة وهو إجْهازُك عليه؛ قال رؤْبة:

  لما رآني أُرْعِشَتْ أَطْرافي ... كان مع الشَّيْبِ منَ الدِّفافِ

  قال أَبو عبيد: وفيه لغة أُخرى: فَلْيُدافِه، بتخفيف الفاء، من دافَيْتُه، وهي لغة لجُهَينة؛ ومنه الحديث المرفوع: أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فقال: أَدْفُوه؛


(١) أراد: سيراً ليس بالشديد.