لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 148 - الجزء 9

  والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور.

  وفي حديث أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار.

  وفي حديث عليّ: وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها.

  وأَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ.

  والسُّدفةُ: البابُ؛ قالت امرأَة من قَيْسٍ تهجو زوجها:

  لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ ... ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ

  وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته.

  ويقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت.

  وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلى البصرة: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، ، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها.

  يقال: سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛ قال الأَعشى:

  بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ

  قالت لها: بِعَيْنِ اللَّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك.

  والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد.

  أَبو عمرو: أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام.

  ويقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه.

  والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة:

  ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ

  وفي الصحاح: السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي⁣(⁣١):

  إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا ... تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا

  وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ:

  قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيلِ ... حتى أُحاوِلَ منها السديفا

  قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه.

  وسدَّفه: قَطَّعَه؛ قال الفرزدق:

  وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا ... ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ

  وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ.

  سرف: السَّرَف والإِسْرافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ.

  وأَسرفَ في ماله: عَجِلَ من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللَّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللَّه، قليلاً كان أَو كثيراً.

  والإِسْرافُ في النفقة: التبذيرُ.

  وقوله تعالى: والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا؛ قال سفيان: لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإِسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله، وقيل: هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللَّه، وقال سفيان: الإِسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللَّه، وقال إياسُ بن معاوية: الإِسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللَّه.

  والسَّرَفُ: ضدّ القصد.

  وأَكَلَه


(١) قوله [قول المخبل الخ] تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على المخبل:

إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا