لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 181 - الجزء 9

  للبعير إذا كان عظيم الجُفْرةِ: إن جَوْزَه ليَشْتَفُّ حِزامه أَي يستغرقه كله حتى لا يَفْضُلَ منه شيء؛ وقال كعب بن زُهير:

  له عُنُقٌ تَلْوِي بما وُصِلَتْ به ... ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ

  وهو حبل يُشدّ به الهَوْدَجُ على البعير.

  وفي حديث أُم زرع: وإن شرب اشْتَفَّ أَي شرب جميع ما في الإِناء، وتَشافَفَ مثله إذا شربته كله ولم تُسْئره.

  وفي حديث أَنس، ¥: أَن النبي، ، خطَب أَصحابَه يوماً وقد كادت الشمسُ تَغْرُب ولم يَبْقَ منها إلا شِفٌّ؛ قال شمر: معناه إلا شيء يسير.

  وشُفافةُ النهار: بَقِيَّتُه، وكذلك الشَّفَى؛ وقال ذو الرمة:

  شُفافُ الشَّفَى أَو قَمْشةُ الشمسِ أَزْمَعا ... رَواحاً، فمدَّا من نِجاءٍ مَهادِبِ

  والشُّفافةُ: بقِيَّةُ الماء واللبن في الإِناء؛ قال ابن الأَثير: وذكر بعض المتأَخرين أَنه روي بالسين المهملة وفسره بالإِكثار من الشرب.

  وحكي عن أَبي زيد أَنه قال: سَفِفْتُ الماءَ إذا أَكثرتَ من شربه ولم تَرْوَ؛ ومنه حديث ردّ السلام: قال إنه تَشافَّها أَي اسْتَقْصاها، وهو تَفاعَلَ منه.

  والشَّفُّ والشِّفُّ: الفضْل والرِّبْحُ والزيادةُ، والمعروفُ بالكسر، وقد شَفَّ يَشِفُّ شَفّاً مثل حَمَلَ يَحْمِلُ حَملًا، وهو أَيضاً النُّقصانُ، وهو من الأَضْداد؛ يقال: شَفَّ الدرْهَمُ يَشِفُّ إذا زاد وإذا نقَص، وأَشَفَّه غيره يُشِفُّه.

  والشفِيفُ: كالشَّفِّ والشِّفِّ، يكون للزيادة والنقصان، وقد شَفَّ عليه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفَّفَ واسْتَشَفَّ.

  وشَفَفْتُ في السِّلْعَةِ: رَبِحْتُ.

  الفراءُ: الشَّفُّ الفضلُ.

  وقد شَفَفْتَ عليه تَشِفُّ أَي زِدْتَ عليه؛ قال جرير:

  كانُوا كَمُشْتَرِكينَ لما بايَعُوا ... خَسِروا، وشَفَّ عليهمُ واسْتَوْضَعُوا⁣(⁣١)

  وفي الحديث: أَنه نهى عن شِفِّ ما لم يُضْمَنْ؛ الشَّفُّ: الرِّبْحُ الزيادة، وهو كقوله نهى عن رِبْح ما لم يُضمن؛ ومنه الحديث: فَمَثَلُه⁣(⁣٢) كمثَل ما لا شِفَّ له؛ ومنه حديث الرِّبا: ولا تُشِفُّوا أَحدهما على الآخر أَي لا تُفَضِّلُوا.

  وفلان أَشَفُّ من فلان أَي أَكبر منه قليلًا؛ وقولُ الجَعْدِيّ يصف فرسين:

  واسْتَوَتْ لِهْزِمَتا خَدَّيْهِما ... وجَرى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ

  يقول: كاد أَحدُهما يسْبِقُ صاحِبَه فاسْتَويَا وذهب الشِّفُّ.

  وأَشَفَّ عليه: فضَلَه في الحُسْن وفاقَه.

  وأَشَفَّ فلان بعضَ ولده على بعض: فَضَّله.

  وفي الحديث: قلت قَوْلاً شِفّاً أَي فضلًا.

  وفي الحديث في الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخَلْخالان نَحْواً من دانِقٍ فقَرَضَه؛ قال شمر أَي زاد، قال: والشِّفُّ أَيضاً النَّقْصُ، يقال: هذا درهم يَشِفُّ قَليلاً أَي يَنْقُصُ؛ وأَنشد:

  ولا أَعْرِفَنْ ذا الشِّفِّ يَطْلُبُ شِفَّه ... يُداويه منْكم بالأَديمِ المُسَلَّمِ

  أَراد: لا أَعرِفن وَضِيعاً يَتَزَوَّجُ إليكم لِيَشْرُفَ بكم.

  قال ابن شميل: تقول للرجل: أَلا أَنَلْتَني مما كان عندك؟ فيقول: إنه شَفَّ عنك أَي قَصُرَ


(١) في ديوان جرير: بُنِيَ شفّ واستوضعوا بناءَ ما لم يُسمَّ فاعله.

(٢) قوله [فمثله الخ] صدره كما في النهاية: من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله الخ... وبعده حتى يؤدي رأس المال.