لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 209 - الجزء 9

  وصِرْت له ضَيفاً.

  وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه: طلبت منه الضِّيافةَ؛ ومنه قول الفرزدق:

  وجَدْت الثَّرى فينا إذا التُمِسَ الثَّرى ... ومَنْ هو يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ

  قال ابن بري: وشاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامي:

  تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها ... كما انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب

  وقد فسر في ترجمة حيز.

  وفي حديث عائشة، ^: ضافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء؛ هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضِيافَته؛ ومنه حديث النَّهْديِّ: تَضَيَّفْتُ أَبا هريرة سَبْعاً.

  وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه: أَنْزَلْتَه عليك ضَيْفاً وأَمَلْتَه إليك وقَرَّبْتَه، ولذلك قيل: هو مُضافٌ إلى كذا أَي مُمالٌ إليه.

  ويقال: أَضافَ فلان فلاناً فهو يُضيفُه إضافةً إذا أَلجأَه إلى ذلك.

  وفي التنزيل العزيز: فأَبَوْا أَن يضيفوهما؛ وأَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب:

  ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه ... إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي

  استعار له التضييفَ، وإنما يريد أَنه أَمَّنَه وسالمه.

  قال شمر: سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفي يقول: ضَيَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه، قال: والتضييفُ الإِطعام، قال: وأَضافَه إذا لم يُطْعِمْه، وقال رجاء: في قراءة ابن مسعود فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما: يُطْعِمُوهما.

  قال أَبو الهيثم: أَضافَه وضَيَّفَه عندنا بمعنًى واحد كقولك أَكْرَمَه اللَّه وكرَّمه، وأَضَفْته وضَيَّفْتُه.

  قال: وقوله ø فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما، سأَلاهم الإِضافةَ فلم يفعلوا، ولو قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كان صواباً.

  وتَضَيَّفْتُه: سأَلته أَن يُضِيفَني، وأَتيتُه ضَيْفاً؛ قال الأَعشى:

  تَضَيَّفْتُه يَوْماً، فأَكْرَمَ مَقْعَدي ... وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائدا

  وقال الفرزدق:

  ومنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وقائلٌ ... ومَنْ هو يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ

  ويقال: ضَيَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضياف.

  والضَّيْفُ: المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع كعدلٍ وخَصْمٍ.

  وفي التنزيل العزيز: هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكْرَمِينَ، وفيه: هؤلاء ضَيْفي فلا تَفْضَحُونِ؛ على أَن ضيفاً قد يجوز أَن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل، فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ، فافهم، وقد يكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ؛ قال:

  إذا نَزَلَ الأَضْيافُ، كان عَذَوَّراً ... على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه

  قال ابن سيده: الأَضْيافُ هنا بلفظ القِلَّة ومعناها أَيضاً، وليس كقوله:

  وأَسْيافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما

  في أَنْ المراد بها معنى الكثرة، وذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الحيّ أَجمعَ، فما ظنُّك لو نزل به الضيِّفانُ الكثيرون؟ التهذيب: قوله هؤلاء ضَيْفِي أَي أَضيافي، تقول هؤلاء ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيوفي وضِيافي، والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفةٌ، بالهاء؛ قال البَعيث: