لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 210 - الجزء 9

  لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه، وهي ضَيْفَةٌ ... فجاءَت بِيَتْنِ للضِّيافة أَرْشَما

  وحرَّفه أَبو عبيدة فعزاه إلى جرير؛ قال أَبو الهيثم: أَراد بالضَّيْفة في البيت أَنها حملتْه وهي حائض.

  يقال: ضافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلى الحَيض، وقيل: معنى قوله وهي ضَيْفة أَي ضافت قوماً فحبِلت في غير دار أَهلها.

  واسْتَضافه: طلب إليه الضِّيافة؛ قال أَبو خِراشٍ:

  يَطِيرُ إذا الشَّعْراء ضافتْ بِحَلْبِه ... كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ

  وكان الرجل إذا أَراد أَن يَسْتَضيف دار بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف.

  والضَّيْفَن: الذي يَتْبَعُ الضَّيْفَ، مشتقّ منه عند غير سيبويه، وجعله سيبويه من ضفن وسيأْتي ذكره.

  الجوهري: الضَّيْفن الذي يجيء مع الضَّيْفِ، والنون زائدة، وهو فَعْلَن وليس بفَيْعَلٍ؛ قال الشاعر:

  إذا جاء ضَيْفٌ، جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأَوْدَى بما تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ

  وضافَ إليه: مال ودَنا، وكذلك أَضاف؛ قال ساعدة بن جؤية يصف سحاباً:

  حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه ... غَرْقَى رُدافَى، تراها تَشْتَكي النَّشَجا

  وضافَني الهمُّ كذلك.

  والمُضاف: المُلْصَق بالقوم المُمال إليهم وليس منهم.

  وكلُّ ما أُمِيلَ إلى شيء وأُسْنِد إليه، فقد أُضِيفَ؛ قال امرؤ القيس:

  فلما دخَلْناه، أَضفنا ظُهورَنا ... إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ

  أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إليه وأَملْناها؛ ومنه قيل للدّعيِّ مُضاف لأَنه مُسْنَدٌ إلى قوم ليس منهم.

  وفي الحديث: مَضِيفٌ ظهرَه إلى القُبَّة أَي مُسْنِدُه.

  يقال: أَضفتُه إليه أُضِيفُه.

  والمُضاف: المُلْزَق بالقوم.

  وضافه الهمُّ أَي نزَلَ به؛ قال الراعي:

  أَخُلَيْدُ، إنَّ أَباك ضافَ وِسادَه ... هَمَّانِ، باتا جَنْبَةً ودخِيلا

  أَي بات أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه، وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه.

  وإضافةُ الاسم إلى الاسم كقولك غلام زيد، فالغلام مضاف وزيد مضاف إليه، والغَرَض بالإِضافة التخصيص والتعريف، ولهذا لا يجوز أَن يُضافَ الشيء إلى نفسه لأَنه لا يُعَرِّفُ نفسه، فلو عرَّفها لما احتيج إلى الإِضافة.

  وأَضفت الشيء إلى الشيء أَي أَمَلْتُه، والنحويون يسمون الباء حرف الإِضافة، وذلك أَنك إذا قلت مررت بزيد فقد أَضفت مرورَك إلى زيد بالباء.

  وضافت الشمس تَضِيفُ وضَيَّفَت وتَضيَّفتْ: دنت للغروب وقرُبت.

  وفي الحديث: نَهى رسولُ اللَّه، ، عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ لغروب؛ تضيَّفت: مالت، ومنه سمي الضَّيْفُ ضَيْفاً من ضافَ عنه يَضِيف؛ قال: ومنه الحديث: ثلاثُ ساعات كان رسول اللَّه، ، يَنهانا أَن نُصَلِّي فيها: إذا طلعت الشمس حتى ترتفع، وإذا تضَيَّفت للغروب، ونصفَ النهار.

  وضاف السهمُ: عَدَل عن الهَدَف أَو الرميَّة، وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث: صافَ السهم بمعنى ضافَ، والذي جاء في الحديث ضافَ، بالضاد.

  وفي حديث أَبي بكر قال له ابنه: ضِفْتُ عنك يوم بَدرٍ أَي