لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 456 - الجزء 1

  المنقطع عن الأَوَّل؛ ومعناه: لكن مُعْرِضاً.

  وفي الحديث: سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ، وقِتاله كُفرٌ.

  السَّبُّ: الشَّتْم، قيل: هذا محمول على من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً، من غير تأْويل؛ وقيل: إِنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ والكفر.

  وفي حديث أَبي هريرة: لا تَمْشِيَنَّ أَمام أَبيك، ولا تجْلِسْ قَبْله، ولا تَدْعُه باسمه، ولا تَسْتَسِبَّ له، أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، وتَجُرَّه إِليه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَيْرك، فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك.

  قال ابن الأَثير: وقد جاءَ مفسراً في الحديث الآخر: انَّ من أَكبر الكبائر أَن يَسُبَّ الرجلُ والديه؛ قيل: وكيف يَسُبُّ والديه؟ قال: يَسُبُّ أَبا الرجلِ، فيسُبُّ أَباه، ويَسُبُّ أُمَّه، فيَسُبُّ أُمَّه.

  وفي الحديث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فيها رُقُوءَ الدَّم.

  والسَّبَّابةُ: الإِصْبَعُ التي بين الإِبهام والوُسْطى، صفةٌ غالبة، وهي المُسَبِّحَةُ عند المُصَلِّين.

  والسُّبَّة: العارُ؛ ويقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم، بالضم، أَي عاراً يُسبُّ به.

  ويقال: بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به.

  والتَّسابُّ: التَّشاتُم.

  وتَسابُّوا: تَشاتَمُوا.

  وسابَّه مُسابَّةً وسِباباً: شاتَمه.

  والسَّبِيبُ والسَّبُّ: الذي يُسابُّكَ.

  وفي الصحاح: وسِبُّكَ الذي يُسابُّكَ؛ قال عبد الرحمن بن حسان، يهجو مِسْكِيناً الدَّارِميَّ:

  لا تَسُبَّنَّنِي، فَلسْتَ بِسِبِّي ... إِنَّ سِبِّي، من الرِّجالِ، الكَرِيمُ

  ورجل سِبٌّ: كثيرُ السِّبابِ.

  ورجلٌ مِسَبٌّ، بكسر الميم: كثيرُ السِّبابِ.

  ورجل سُبَّة أَي يَسُبُّه الناسُ؛ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ.

  وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِيارٌ؛ لأَنَّه يقال لها عندَ الإِعْجابِ بها: قاتلَها اللَّه وقول الشَّمَّاخ، يَصِفُ حُمُر الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها:

  مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها ... رُماحٌ، نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ

  يقولُ: من نَظَر إِليها سَبَّها، وقال لها: قاتَلها اللَّه ما أَجودَها والسِّبُّ: السِّتْرُ.

  والسِّبُّ: الخمارُ.

  والسِّبُّ: العِمامة.

  والسِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِيقة.

  والسَّبِيبَةُ مِثلُه، والجمع السُّبُوبُ، والسَّبائِبُ.

  قال الزَّفَيانُ السَّعْدِي، يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه في الهاجرة، وقد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ يُنيرُها، ويُسَدِّيها، ويُجيدُ صَفْقَها:

  يُنيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ ... سَبائِباً، يُجِيدُها، ويصْفِقُ

  والسِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِيقُ، وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ.

  قال أَبو عمرو: السُّبُوبُ الثِّيابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، وهي السَّبائِبُ، واحدُها سَبيبَة؛ وأَنشد:

  ونَسَجَتْ لوامِعُ الحَرُورِ ... سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ

  وقال شمر: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، يُجاءُ بها من ناحية النيلِ، وهي مشهورة بالكَرْخِ عند التُّجّار، ومنها ما يُعْملُ بِمصْر، وطولها ثمانٌ في سِتٍّ.

  والسَّبِيبَة: الثوبُ الرقِيقُ.

  وفي الحديث: ليس في السُّبوبِ زَكاةٌ، وهي الثِّيابُ الرِّقاقُ، الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، يعني إِذا