لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 278 - الجزء 9

  والقَذَّاف المَرْكَب.

  والقُذْفُ والقُذْفةُ: الناحية، والجمع قِذافٌ.

  الليث: القُذَف النواحي، واحدتها قُذْفَةٌ.

  غيره: قَذَفا الوادي والنهر جانباه؛ قال الجعدي:

  طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خَميسٌ عَرَمْرَمٌ ... كَسَيْلِ الأَتيّ ضَمَّه القَذَفانِ

  الجوهري: القُذْفةُ واحدة القُذَف والقُذُفاتِ، وهي الشُّرَف؛ قال ابن بري: شاهد القُذَف قول ابن مُقْبل:

  عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولةً وقِلًا ... على تُراثِ أَبيه يَتْبَعُ القُذَفا

  قال: ويروى القَذَفا، وقد ضعَّفه الأَعلم.

  ابن سيده وغيره: وقُذُفاتُ الجبال وقُذَفها ما أَشْرَفَ منها، واحدتها قُذْفةٌ، وهي الشُّرَف؛ قال امرؤ القيس:

  وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يوماً ظُلامَةً ... فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَةِ زَيْمَرَا

  مُنِيفاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه ... يَظَلُّ الضَبابُ فَوْقَه قد تَعَصَّرا

  ويروى نِيافاً تَزِلُّ الطَّيرُ.

  والنِّياف: الطويل؛ قال ابن بري: ومثله لبِشر بن أَبي خازم:

  وصَعْب تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفاتِه ... لِحافاتِه بانٌ طوالٌ وعَرْعَر

  وكلُّ ما أَشرف من رؤوس الجبال، فهي القُذُفات.

  وفي الحديث: أَنه، ، صلى في مسجد فيه قُذُفات.

  والأَقْذاف: كالقُذُفات.

  قال أَبو عبيد في الحديث: إن عمر، ¥، كان لا يصلي في مسجد فيه قُذُفاتٌ؛ هكذا يُحَدِّثونه؛ قال ابن بري: قُذُفاتٌ صحيح لأَنه جمع سلامة كغُرْفة وغُرُفات، وجمع التكسير قُذَفٌ كغُرَف، وكِلاهما قد رُوِي، ورُوِي: في مسجد فيه قِذاف؛ قال ابن الأَثير: وهي جمع قُذْفة، وهي الشُّرْفَة كبُرْمَةٍ وبِرام وبُرْقة وبِراقٍ، وقال الأَصمعي: إنما هي قُذَفٌ وأَصلها قُذْفة، وهي الشُّرَف، قال: والأَول الوجه لصحة الرواية ووجود النظير.

  وناقة قِذافٌ وقَذُوفٌ وقُذُوفٌ: وهي التي تَتقدَّم من سُرْعتها وتَرمي بنفسها أَمام الإِبل في سيرها؛ قال الكميت:

  جَعَلْتُ القِذافَ لِلَيْلِ التَّمام ... إلى ابن الوَليد أبانٍ سِبارا⁣(⁣١)

  قال: جعلتُ ناقتي هذه لهذا الليل حشواً.

  وناقة قِذافٌ ومُتَقاذِفةٌ: سريعة، وكذلك الفرس.

  وفرسٌ مُتَقاذِفٌ: سَريع العَدْوِ.

  وسَير مُتَقاذفٌ: سريع؛ قال النابغة الجعدي:

  بِحَيَّ هلاً يُزْجونَ كلَّ مَطِيَّةٍ ... أَمام المَطايا سَيرُها المُتَقاذِفُ

  والقِذافُ: سُرعة السَّير.

  والقَذُوف والقَذَّاف من القِسِيّ، كلاهما: المبعد السهمَ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ قال عمرو بن بَراء:

  ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ ... وعاصِماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ

  ونِيَّةٌ قَذَفٌ، بالتحريك، وفلاة قَذَفٌ وقُذُفٌ أَيضاً مثل صَدَفٍ وصُدُف وطَنَفٍ وطُنُفٍ أَي بعيدة تَقاذَفُ بمَنْ يَسْلُكها؛ قال الجوهري: نِيَّة قَذَفٌ، بالتحريك، ووقع في أُخرى نِيَّةٌ قَذَفٌ،


(١) قوله: إلى ابن الوليد أبانٍ سبارا؛ هكذا في الأَصل.