لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 310 - الجزء 9

  حبَسوا أَموالهم من أَزْلِ وتَضْييق عليهم.

  والكَنيف: الكُنّة تُشْرَع فوق باب الدار.

  وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفاً: اتخذ لها كَنِيفاً.

  والكَنِيف: الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي دُورهم كَنِيفاً، واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي، والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإِبل أَي تسترها من البرد، فعيل بمعنى فاعل.

  وفي حديث أَبي بكر حين استخلف عمر، ®: أَنه أَشرف من كَنِيف فكلَّمهم أَي من سُتْرة؛ وكلُّ ما سَتر من بناء أَو حظيرة، فهو كنيف؛ وفي حديث ابن مالك والأَكوع:

  تبيت بين الزرب والكنيف

  أَي الموضع الذي يكنفها ويسترها.

  والكِنْفُ: الزَّنْفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه، وهو أَيضاً وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم؛ ومنه قول عمر في عبد اللَّه بن مسعود، ®: كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته، وتصغيره على جهة المدح له، وهو تصغير تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعي لأَن فيه مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته ففيه كلُّ ما يريد؛ هكذا قلبُ ابن مسعود قد جُمع فيه كلُّ ما يحتاج إليه الناس من العلوم، وقيل: الكِنْف وعاء يجعل فيه الصائغ أَدواته، وقيل: الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل فيه أَي يحفظه.

  والكِنْفُ أَيضاً: مثل العَيْبة؛ عن اللحياني.

  يقال: جاء فلان بكنِف فيه متاع، وهو مثل العيبة.

  وفي الحديث: أَنه توضَّأَ فأدخل يده في الإِناء فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه أَي جَمَعها وجعلها كالكِنْف وهو الوعاء.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه أَعطى عياضاً كنف الرَّاعي أَي وعاءه الذي يجعل فيه آلته.

  وفي حديث ابن عمرو وزوجته، ¤: لم يُفَتِّش لنا كِنْفاً؛ قال ابن الأَثير: لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أَمرها؛ قال: وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون من الكَنَف، وهو الجانب، يعني أَنه لم يَقْرَبها.

  وكَنَف الرجلُ عن الشيء: عدل؛ قال القطامي:

  فَصالوا وصُلْنا، واتَّقَونا بماكِرٍ ... ليُعْلَمَ ما فِينا عن البيْع كانِفُ

  قال الأَصمعي: ويروى كاتف؛ قال: أَظن ذلك ظنّاً؛ قال ابن بري: والذي في شعره:

  ليُعلَمَ هل مِنّا عن البيع كانف

  قال: ويعني بالماكر الحمار أَي له مَكر وخَديعة.

  وكَنيف وكانِف ومُكنِف، بضم الميم وكسر النون: أَسماء.

  ومُكنِف بن زَيد الخيل كان له غَناء في الرِّدّة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتَح الرَّيَّ، وأَبو حمّاد الراوية من سَبْيه.

  كهف: الكَهْف: كالمَغارة في الجبل إلا أَنه أَوسع منها، فإذا صغر فهو غار، وفي الصحاح: الكهف كالبيت المنقور في الجبل، وجمعه كُهوف.

  وتكهَّف الجبلُ: صارت فيه كُهوف، وتكهَّفتِ البئر: صار فيها مثل ذلك.

  ويقال: فلان كَهْف فلان أَي ملجأ.

  الأَزهري: يقال فلان كهف أَهل