لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الأف]

صفحة 7 - الجزء 10

  هو الذي لم تتم دِباغته.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه دخل على النبي، ، وعنده أَفيق؛ قال: هو الجلد الذي لم يتمّ دِباغُه، وقيل: هو ما دُبِغ بغير القَرظ من أَدْبِغة أَهل نجد مثل الأَرْطى والحُلَّبِ والقَرْنُوة والعِرْنةِ وأَشياء غيرها، فالتي تدبغ بهذه الأَدْبِغة فهي أَفَقٌ حتى تُقدّ فيُتَّخذ منها ما يتخذ.

  وفي حديث غَزْوان: فانطلقت إلى السوق فاشتريت أَفِيقةً أَي سِقاء من أَدَم، وأَنثه على تأْويل القربة والشَّنّة، وقيل: الأَفِيق الأَديم حين يخرج من الدِّباغ مفروغاً منه وفيه رائحته، وقيل: أَوّل ما يكون من الجلد في الدباغ فهو مَنِيئة ثم أَفِيق ثم يكون أَديماً، والمنيئة: الجلد أَول ما يدبغ ثم هو أَفيق، وقد مَنَأْته وأَفَقْته، والجمع أَفَق مثل أَديِم وأَدَم.

  والأَفَقُ: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فعيلًا لا يكسر على فعَل.

  قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَفِيق الأَفِقَ على مثال النَّبِق وفسره بالجلد الذي لم يدبغ، قال: ولست منه على ثقة؛ وقال اللحياني: لا يقال في جمعه أُفُق البَتّةَ وإنما هو الأَفَقُ، بالفتح، فأَفِيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع؛ وأَفَق الأَدِيمَ يأْفِقه أَفْقاً: دبغه إلى أَن صار أَفيقاً.

  الأَصمعي: يقال للأَديم إذا دبغ قبل أَن يُخرز أَفيق، والجمع آفِقة مثل أَدِيم وآدِمة ورغيف وأَرغفة؛ قال ابن بري: والأَفِيق من الإِنسان ومن كل بهيمة جلده؛ قال رؤبة:

  يَشْقَى به صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ

  وأَفَقُ الطريق: سَنَنُه.

  والأَفَقةُ: المَرقةُ من مَرَق الإِهاب.

  والأَفقة: الخاصرة، وجمعها أَفَق؛ قال ثعلب: هي الآفِقة مثل فاعلة.

  وأُفاقةُ: موضع ذكره لبيد فقال:

  وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقةِ عالِياً ... كَعْبي، وأَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ

  وأَنشد ابن بري للجعدي:

  ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً ... بما كان في الدِّرْ داء رَهْناً فأُبْسِلا

  وقال العَوّامُ بن شَوْذَب:(⁣١).

  قَبَحَ الإِلَه عِصابةً من وائلٍ يومَ الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما

  ألق: الأَلْقُ والأُلاقُ والأَوْلَقُ: الجُنُون، وهو فَوْعل، وقد أَلَقَه الله يأْلِقُه أَلْقاً.

  ورجل مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ على مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق؛ قال الرياشي: أَنشدني أَبو عبيدة:

  كأَنَّما بِي مِن أراني أَوْلَقُ

  ويقال للمجنون: مُأَوْلَق، على وزن مُفَوْعل؛ وقال الشاعر:

  ومُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيّةَ رأْسِه ... فتركْتُه ذَفِراً كريحِ الجَوْرَبِ

  هو لنافع بن لَقِيط الأَسدي، أَي هَجْوتُه.

  قال الجوهري: وإن شئت جعلت الأَولق أَفعل لأَنه يقال أُلِق الرجلُ فهو مَأْلُوق على مَفعول؛ قال ابن بري: قولُ الجوهري هذا وهَم منه، وصوابه أَن يقول وَلَق الرجلُ يَلِقُ، وأَما أُلِقَ فهو يشهد بكون الهمزة أَصلًا لا زائدة.

  أَبو زيد: امرأَة أَلَقى، بالتحريك، قال وهي السريعة الوَثْبِ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر:


(١) قوله [العوام بن شوذب] كذا في الأَصل وشرح القاموس؛ وعبارة ياقوت: العوام أخو الحرث بن همام.